في الخامس عشر من شهر مارس اذار 2011 كانت بداية تاريخ أصعب تحرك احتجاجي شهده العالم العربي بأسره هذا التاريخ الذي تتمسك به المعارضة السورية كموعد انطلاق للثورة السورية في حين يرى ناشطون من درعا أن يوم 18 مارس كان الشرارة الحقيقية لانتفاضة الشعب ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
بداية الاحتجاجات شهدت اختلافات بين فصائل المعارضة في الاتفاق على تاريخ فعلي لبداية أحداث الثورة السورية أي أن الثورة السورية كتب عليها أن تبدأ بالخلافات.
هذه التحركات الاحتجاجية التي بدأت شرارتها في مدينة درعا بسبب اعتقال الأمن السوري لخمسة عشر طفلا قاموا بكتابة شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام على جدار مدرستهم يوم 26 فيفري/فبراير سرعان ما تحولت الى مظاهرات عارمة شهدتها عدة مدن سورية يومي 15 و 18 من شهر مارس/اذار.
بدأت الثورة السورية عفوية عن طريق دعوات التظاهر والاحتجاج ومطالبة النظام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كالثورة التونسية والمصرية التي سبقتها.
ظلت الاحتجاجات سلمية طيلة أربعة أشهر في كل المناطق السورية حيث خرجت المظاهرات من المدن السورية مطالبة النظام بإصلاحات جذرية ومحاربة الفساد و مزيد من الحريات وكان من أبرز الشعارات المرفوعة في تلك الفترة "الله سوريا حرية وبس
لكن أبى النظام إلا أن تكون القبضة الأمنية في مواجهة تلك الاحتجاجات الشعبية ليزج بكل قواته الأمنية والعسكرية لقمع المظاهرات وقتل المتظاهرين لتصل حصيلة القتلى بعد أربعة أشهر من الاحتجاجات الى أكثر من 2300 قتيل وفق احصائيات الهيأة العامة للثورة السورية.
صدق من سمى هذه الثورات العربية "بالفاضحة" فقد فضحت الهيئات الأممية وكل الدول في العالم التي مافتئت تؤجج الحرب السورية بشتى الوسائل وكان الخاسر الوحيد ذلك السوري البسيط الجائع المصطف خلف طوابير طويلة أمام فرن بدائي ينتظر الظفر برغيف خبز يابس يسد به رمق الجوع الذي أصابه هو وعائلته ولكن يأبى بشار الا قصفه وقصف المصطفين معه ليتحول حلم الحصول على رغيف الى أمل في النجاة من مخلفات الشظايا أو أمل في تقبيل أبنائه قبل الانتقال الى الدار الاخرة.
4 سنوات وخمسة أشهر مرت على الشعب السوري والعالم ينظر الى أنهار الدماء وملايين النازحين ومئات الألاف من الجرحى والمهجرين.
أربع سنوات وبيانات الشجب والاستنكار والنظر ببالغ الأسى والندم والقلق قد انهالت على وسائل الاعلام لتنشر قلق الأمم المتحدة من تصاعد العنف في سوريا واستنكار الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية و رفض المنظمات الحقوقية للاستعمال المفرط للقوة من قبل الجيش السوري.
فرضت الاحداث والواقع الذي صنعه الأسد من الشعب السوري أن يحمل السلاح بعد حصول انشقاقات في صفوف الجيش السوري لتدخل الثورة السورية طريق الدماء والأشلاء والمفخخات وقصف الطائرات حتى وصل عدد القتلى الى موفى شهر جوان 2015 الى 133355 قتيلا سقطوا جراء الاقتتال الدائر في سوريا في احصائية نشرها موقع قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية التابع للمعارضة.
صحيح أن العدد مرشح للارتفاع لكن هذا العدد المهول للقتلى كشف لكل مبصر مدى زيف الدعاوى التي رفعها كثيرون أنهم مع سوريا ومع الشعب السوري وسيبذلون كل المساعي للاطاحة ببشار الأسد ووقف نزيف الدماء.
لقد فضحت الثورة السورية هيئات الاغاثة العالمية التي عجزت عن توفير أبسط مقومات العيش الكريم للنازحين السوريين وفضحت المشايخ الذين تصدروا مجال الافتاء فأفتوا الناس في تحريم قيادة المرأة للسيارة وحرمة الخروج على ولي الأمر وعجزوا عن الافتاء في نازلة جواز أكل"كل ذي ناب من السباع " للمضطر من السوريين الذي عجز أن يجد مايسكت به الأصوات المنبعثة من بطنه الذي لم يصل اليه أي طعام منذ أيام وليالي.
فضحت سوريا الدول العربية التي أعلنت في العلن مساندتها لإرادة الشعب وفاوضت في السر النظام ومولته ودعمته ولم تنزع منه الشرعية من خلال اقامة علاقات دبلوماسية معه.
كل يوم قتلى بالعشرات و جرحى بالمات ومازال العالم يحتفل بأكبر صحن فول في العالم وبأكبر سندويتش وبأضخم عرض للألعاب النارية في العالم ونسي هؤلاء أن أضخم عرض ألعاب نارية في العالم شهدته سوريا في جوها وبرها بالبراميل المتفجرة التي يلقيها الجيش السوري بدعم من كل قوى الشر العالمية وعلى رأسها روسيا وايران.
لقد فضحت الثورة السورية القوميين العروبيين الذين مازالوا يصدعون رؤوسنا بدعمهم للنظام في السر وفي العلن مدعين أنه نظام المقاومة والممانعة ولكن المقاومة والممانعة لم نر ما يشهد لها في الحقيقة إلا قتل نظام الممانعة 6298 سوريا في شهر اوت من سنة 2012.
2614 قتيلا شهريا معدل القتلى في سوريا ومازال العالم يبحث عن البديل المناسب للأسد ومازالت حصيلة القتلى ترتفع يوما بعد يوم ولا تزال المعارضة السورية متمتعة بفنادق تركيا وباريس وأمريكا تنال أقساطا من الراحة وتتناول مالذ وطاب من المأكولات والمشروبات بأنواعها ثم يتنافسون فيما بينهم لانتخاب رئيس للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وانتخاب رئيس وزراء للحكومة السورية المؤقتة في تركيا للمتاجرة بدماء السوريين.
وفي الأخير أقتبس ما قاله الحجاج بن يوسف وان كان طاغية من طغاة العرب إلا أن الحكمة قد خرجت من فيه عندما خطب أهل الشام وقال لهم " يا أهل الشام إنما أنا لكم كالظليم الرامح عن فراخه ينفي عنه القذر ويباعد عنها الحجر ويكنها من المطر ويحميها من الضباب ويحرسها من الذباب، يا أهل الشام أنتم الجنة والرداء وأنتم الملاءة والحذاء، أنتم الأولياء والأنصار والشعار والدثار بكم يذب عن البيعة والحوزة وبكم ترمى كتائب الأعداء ويهزم من عاند وتولى."
فرغم البلاء والإبادات التي تعرض لها السوريون في التاريخ القديم والحديث إلا أن النصر كان حليفه في كل محنة تمر به ولو ظلت الويلات تنهال عليه لسنوات وسنوات يُكشف فيها عن زيف الدعاوى التي يرفعها كثيرون لأن النصر يكون مع الصبر طال الزمان أو قصر.
شمس الدين النقاز
تونس
بداية الاحتجاجات شهدت اختلافات بين فصائل المعارضة في الاتفاق على تاريخ فعلي لبداية أحداث الثورة السورية أي أن الثورة السورية كتب عليها أن تبدأ بالخلافات.
هذه التحركات الاحتجاجية التي بدأت شرارتها في مدينة درعا بسبب اعتقال الأمن السوري لخمسة عشر طفلا قاموا بكتابة شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام على جدار مدرستهم يوم 26 فيفري/فبراير سرعان ما تحولت الى مظاهرات عارمة شهدتها عدة مدن سورية يومي 15 و 18 من شهر مارس/اذار.
بدأت الثورة السورية عفوية عن طريق دعوات التظاهر والاحتجاج ومطالبة النظام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كالثورة التونسية والمصرية التي سبقتها.
ظلت الاحتجاجات سلمية طيلة أربعة أشهر في كل المناطق السورية حيث خرجت المظاهرات من المدن السورية مطالبة النظام بإصلاحات جذرية ومحاربة الفساد و مزيد من الحريات وكان من أبرز الشعارات المرفوعة في تلك الفترة "الله سوريا حرية وبس
لكن أبى النظام إلا أن تكون القبضة الأمنية في مواجهة تلك الاحتجاجات الشعبية ليزج بكل قواته الأمنية والعسكرية لقمع المظاهرات وقتل المتظاهرين لتصل حصيلة القتلى بعد أربعة أشهر من الاحتجاجات الى أكثر من 2300 قتيل وفق احصائيات الهيأة العامة للثورة السورية.
صدق من سمى هذه الثورات العربية "بالفاضحة" فقد فضحت الهيئات الأممية وكل الدول في العالم التي مافتئت تؤجج الحرب السورية بشتى الوسائل وكان الخاسر الوحيد ذلك السوري البسيط الجائع المصطف خلف طوابير طويلة أمام فرن بدائي ينتظر الظفر برغيف خبز يابس يسد به رمق الجوع الذي أصابه هو وعائلته ولكن يأبى بشار الا قصفه وقصف المصطفين معه ليتحول حلم الحصول على رغيف الى أمل في النجاة من مخلفات الشظايا أو أمل في تقبيل أبنائه قبل الانتقال الى الدار الاخرة.
4 سنوات وخمسة أشهر مرت على الشعب السوري والعالم ينظر الى أنهار الدماء وملايين النازحين ومئات الألاف من الجرحى والمهجرين.
أربع سنوات وبيانات الشجب والاستنكار والنظر ببالغ الأسى والندم والقلق قد انهالت على وسائل الاعلام لتنشر قلق الأمم المتحدة من تصاعد العنف في سوريا واستنكار الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية و رفض المنظمات الحقوقية للاستعمال المفرط للقوة من قبل الجيش السوري.
فرضت الاحداث والواقع الذي صنعه الأسد من الشعب السوري أن يحمل السلاح بعد حصول انشقاقات في صفوف الجيش السوري لتدخل الثورة السورية طريق الدماء والأشلاء والمفخخات وقصف الطائرات حتى وصل عدد القتلى الى موفى شهر جوان 2015 الى 133355 قتيلا سقطوا جراء الاقتتال الدائر في سوريا في احصائية نشرها موقع قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية التابع للمعارضة.
صحيح أن العدد مرشح للارتفاع لكن هذا العدد المهول للقتلى كشف لكل مبصر مدى زيف الدعاوى التي رفعها كثيرون أنهم مع سوريا ومع الشعب السوري وسيبذلون كل المساعي للاطاحة ببشار الأسد ووقف نزيف الدماء.
لقد فضحت الثورة السورية هيئات الاغاثة العالمية التي عجزت عن توفير أبسط مقومات العيش الكريم للنازحين السوريين وفضحت المشايخ الذين تصدروا مجال الافتاء فأفتوا الناس في تحريم قيادة المرأة للسيارة وحرمة الخروج على ولي الأمر وعجزوا عن الافتاء في نازلة جواز أكل"كل ذي ناب من السباع " للمضطر من السوريين الذي عجز أن يجد مايسكت به الأصوات المنبعثة من بطنه الذي لم يصل اليه أي طعام منذ أيام وليالي.
فضحت سوريا الدول العربية التي أعلنت في العلن مساندتها لإرادة الشعب وفاوضت في السر النظام ومولته ودعمته ولم تنزع منه الشرعية من خلال اقامة علاقات دبلوماسية معه.
كل يوم قتلى بالعشرات و جرحى بالمات ومازال العالم يحتفل بأكبر صحن فول في العالم وبأكبر سندويتش وبأضخم عرض للألعاب النارية في العالم ونسي هؤلاء أن أضخم عرض ألعاب نارية في العالم شهدته سوريا في جوها وبرها بالبراميل المتفجرة التي يلقيها الجيش السوري بدعم من كل قوى الشر العالمية وعلى رأسها روسيا وايران.
لقد فضحت الثورة السورية القوميين العروبيين الذين مازالوا يصدعون رؤوسنا بدعمهم للنظام في السر وفي العلن مدعين أنه نظام المقاومة والممانعة ولكن المقاومة والممانعة لم نر ما يشهد لها في الحقيقة إلا قتل نظام الممانعة 6298 سوريا في شهر اوت من سنة 2012.
2614 قتيلا شهريا معدل القتلى في سوريا ومازال العالم يبحث عن البديل المناسب للأسد ومازالت حصيلة القتلى ترتفع يوما بعد يوم ولا تزال المعارضة السورية متمتعة بفنادق تركيا وباريس وأمريكا تنال أقساطا من الراحة وتتناول مالذ وطاب من المأكولات والمشروبات بأنواعها ثم يتنافسون فيما بينهم لانتخاب رئيس للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وانتخاب رئيس وزراء للحكومة السورية المؤقتة في تركيا للمتاجرة بدماء السوريين.
وفي الأخير أقتبس ما قاله الحجاج بن يوسف وان كان طاغية من طغاة العرب إلا أن الحكمة قد خرجت من فيه عندما خطب أهل الشام وقال لهم " يا أهل الشام إنما أنا لكم كالظليم الرامح عن فراخه ينفي عنه القذر ويباعد عنها الحجر ويكنها من المطر ويحميها من الضباب ويحرسها من الذباب، يا أهل الشام أنتم الجنة والرداء وأنتم الملاءة والحذاء، أنتم الأولياء والأنصار والشعار والدثار بكم يذب عن البيعة والحوزة وبكم ترمى كتائب الأعداء ويهزم من عاند وتولى."
فرغم البلاء والإبادات التي تعرض لها السوريون في التاريخ القديم والحديث إلا أن النصر كان حليفه في كل محنة تمر به ولو ظلت الويلات تنهال عليه لسنوات وسنوات يُكشف فيها عن زيف الدعاوى التي يرفعها كثيرون لأن النصر يكون مع الصبر طال الزمان أو قصر.
شمس الدين النقاز
تونس