الزمن أو الوقت كما يسمى هو كتاب الحياة ، وأيامنــــا صفحـــاته وساعاتنا سطوره
وثوانينا مفرداته ، نقلب كل يومٍ صفحة من صفحاته حتى نصل إلى صفحــة الختــام دوأن ندري ، فالوقت كنز الإنسان ورأسماله الحقيقي الذي لا يوازيه رصيد ، وهـو الوعاء الذي نصب فيه كل أعمالنا وممارساتنا في الحياة .
ولعظم هذه النعمة أقسم الله بها أو بأجزائها ( والعصر ..والضحى..والليل ..والفجر)
والوقت غذاء الروح والجسد لا نستغني عنه في عملنا وراحتنا وصحونا ومنامنا في سفرنا وإقامتنا ، فإن امتلكناه بالشكل الصحيح فزنا وإن أضعناه خسرنا.
رحــم الله الحسن البصري إذ يقول
ما من يــــومٍ ينشق فجـــره وتشرق شمسه إلا

وينادي : يابن آدم أنا خلقٌ جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني وتزوَّد مني فلن عــود
إلى يوم القيامة).
ولو فتشنا في قاموس الزمن لوجـدنـــا اختلاف المفسرين له.. فـإ فلاطون يراه حدثاً مخلوقاً وأرسطو يراه قديماً والمعري يراه أزليـاً وأبديـاً لابـداية له ولا نهايـة يقــول نــزول كما زال أجــــدادنــــا ويبقى الزمـان على ما نـرى نهـارٌ مضى وليــــلٌ يجـــيء ونجمٌ يغـور ونجــــــمٌ يُــرى
وكم نقع في الخطأ إذ قلنا (نقتــل الوقت )ونحن في الحقيقة نقتل النفس و الحياة ،لأن من يبتغي النجاح والرضا فعليه توظيف كل لحظة من حياته لتحقيــق سعادتـــه وإلا سقط في مهاوي الخسران.
ومن باب الاعتبار من آيات الله في خلقه فقــــد اكتشف العلماء أن للنمل طريقة فنية معجزة في إدارة الوقت والاستفادة منه وهي مخلوقات لا تصل إلى مستوى عقــــل الإنسان وإدراكه .......و في ذلك عــبرةٌ لمن يعتبــــر .
هشام سفان