تتجدد الأحزان تعصف بقلوبنا تدمينا وتفقدنا البقية الباقية من صبر على فجيعة ماضية كنا نظن أننا قد تعودنا صبرنا عليها فإذا الحزن الجديد يأتي ليدور بنا دورته القاسية.
اليوم فقدناه شابا جميلاً رائعا كان أخا لإبني الراحل وإبناً من ابنائي. اليوم تجددت الأحزان كأكبر ما تكون وأعمق ما تكون، وأنا أنظر إلى أختي المكلومة، أعرف مدى حزنها وفجيعتها. فقد بدأت مشوار الحزن الذي ﻻينتهي. يعتصر الوجع قلبي كما يعتصر قلبها وتنزف أعماقي كأعماقها النازفة. لأن فقدان الأبناء هو نهاية الفرح والحياة بالنسبة لكل أم.
أواسيها وأواسي نفسي ، أعزيها وأعزي نفسي فالفقد واحد والشباب الذي يطمره التراب يظل عالقاً بنا متربص بكل تفاصيل حياتنا، فسنوات أعمارهم القصيرة تظل تحيط بنا وبكل مامر بهم وبنا من طفولة وصبا وشباب.
اليوم كل شئ غائم أمامنا. فرائحة الحزن تحيط بنا في داخل الغرف وفي مساحاتنا وبين طيات ملابسنا، نتلفت وتختلط أحزاننا قديمها وجديدها ، حية نابضة بالمرارة واﻻسى.
تعجلت بالرحيل يا عبدالمجيد ومازال صدى صوتك عامراً بيننا بالحياة. تعجلت الرحيل وتركت أمك شبحاً بلا ملامح ، وشجناً ﻻيعرف مداه اﻻ الله.
أنت الآن في رفقة مع من سبقك ونحن نرى أحلامنا وأمنياتنا مطمورة تحت التراب.
نم في حفظ الله وعفوه ورحمته وغفرانه.