من المتعارف عليه اقليميا بان لكل مجتمع قيم محدده ومبادئ راسخه قد تتفاوت من فرد لفرد ومن بقعه لبقعه، لكنها خصوصية لا يشاركها معهم احد. من هذه القيم الاجتماعية قيمة كيف تبدأ الحديث مع شخص لاول وهله أو ما يطلق عليه في علم pragmatics بمصطلح (ازالة الكلفة ) او (breaking the ice) ، وهو اسلوب راقي في ادارة دفة الحديث بين شخصين في اول لقاء بينهما. فتجد الفرد في الغرب –مثلا- اذا جلس بجانبك لا يسألك مباشرة، بل يتطرق لموضوع عام فيقول "الطقس اليوم جميل جدا" او "الزحام في الشوارع يزداد يوما بعد يوم" وما الى ذلك، فتبدأ بالرد عليه من باب تبادل اطراف الحديث. لكن اتذكر وانا مسافر الى فرنسا وكنت جالسا في الطائرة اقرأ كتابا للكاتب الامريكي ستيف اديباتو عن ( (Speak from Your Heart منتظر اقلاع الطائرة، وفي هذه الاثناء جلس بجانبي اخ سعودي يبدو من علامات وجهه بانه في العقد الرابع، ثم ما لبث الى قليلا وكما قيل (سكت دهرا ونطق كفرا) نظر الي والى الكتاب ثم قال : "الثقافة مقطعه نفسها" وهذه حسب تحليل الخطاب اللغوي اسلوب تهكمي، التزمت الصمت بدوري ولم ارد عليه بل نظرت اليه وابتسمت، ثم ان صاحبنا لم يهدأ له بال يريد الحديث فبادرني بسؤال ذري فقال الى اين مسافر؟ فرددت عليه باجابه نوويه : الى الحبشه... فسكت صاحبنا الى ان وصلنا مطار -تشارلز دي قول- بباريس وهو لم ينطق اي حرف، حتى ان المضيفة كانت تريد مناولتي كأس من الماء وكانت بعيده فلم يساعدني بذلك من شدة الغضب لان اجابتي كانت - قاصمة لظهر البعير- كما يقال.
ربما كانت اجابتي قاسية قليلا لكنها هي الاجابه الوحيده التي تشفي لقافة بعض افراد المجتمع لانه لايعرف كيف يسال السؤال الصحيح فالطائرة مقلعة الى فرنسا وصاحبنا يسال الى اين مسافر؟. ان موضوع ازالة الكلفة ليس بهذا الاسلوب وانما باسلوب اكثر رقي واكثر مدنية وليس بالهجوم على الافراد وعلى خصوصياتهم من أول وهله لكي نفتح باب الحوار. من المعلوم ايضا بان من اصعب الامور في الحياة هي البدايات فكلما كانت البداية صحية ونقية استمر اثرها الايجابي لنهاية المطاف، لكن يغيب عن الكثير من افراد المجتمع هذه المفاهيم، لذلك يظن الكثير من افراد المجتمع بان نفس الاسلوب الذي يسقطه على اخيه وابن اخيه ومحيطه الضيق، يمكن اسقاطه على جاره وعلى اي فرد من اي دولة، ضاربا بذلك اعراف الناس وميولهم والى ما ذلك عرض الحائط. لذلك يتوجب على الفرد ان يتنبه الى الشخص الجالس الى جانبه، وان يقوم بدراسة حالته قبل بدء اي موضوع، خصوصا اذا كنت في البنوك او المحاكم، لان اغلب مرتاديها انما امورهم تخص المال او المنازعات وموضوع " ازالة الكلفة هنا" قد يزيل عينك من مكانها بضربة خطافية...
لعلي اختم بقصة لقافه صارت لي وانا على مقاعد الدراسة في مرحلة البكالوريوس بالجامعه واتذكر بان المادة كانت "مدخل الى اللغة" وكنت جالسا على احد المقاعد وله طاوله ملتصقه، بامكان الطالب تحريكها متى ماشاء. التفت واذا مكتوب على الطاولة بالعربي "ارفع الطاولة لو تكرمت" فرفعتها - من باب اللقافة طبعا - فوجدت مكتوب بالاسفل عبارة " رجعها يا حمار" - ارجعتها طبعا- ... تعلمت درسا في حينها بان اللقافة ليست بالامر المحمود.
ربما كانت اجابتي قاسية قليلا لكنها هي الاجابه الوحيده التي تشفي لقافة بعض افراد المجتمع لانه لايعرف كيف يسال السؤال الصحيح فالطائرة مقلعة الى فرنسا وصاحبنا يسال الى اين مسافر؟. ان موضوع ازالة الكلفة ليس بهذا الاسلوب وانما باسلوب اكثر رقي واكثر مدنية وليس بالهجوم على الافراد وعلى خصوصياتهم من أول وهله لكي نفتح باب الحوار. من المعلوم ايضا بان من اصعب الامور في الحياة هي البدايات فكلما كانت البداية صحية ونقية استمر اثرها الايجابي لنهاية المطاف، لكن يغيب عن الكثير من افراد المجتمع هذه المفاهيم، لذلك يظن الكثير من افراد المجتمع بان نفس الاسلوب الذي يسقطه على اخيه وابن اخيه ومحيطه الضيق، يمكن اسقاطه على جاره وعلى اي فرد من اي دولة، ضاربا بذلك اعراف الناس وميولهم والى ما ذلك عرض الحائط. لذلك يتوجب على الفرد ان يتنبه الى الشخص الجالس الى جانبه، وان يقوم بدراسة حالته قبل بدء اي موضوع، خصوصا اذا كنت في البنوك او المحاكم، لان اغلب مرتاديها انما امورهم تخص المال او المنازعات وموضوع " ازالة الكلفة هنا" قد يزيل عينك من مكانها بضربة خطافية...
لعلي اختم بقصة لقافه صارت لي وانا على مقاعد الدراسة في مرحلة البكالوريوس بالجامعه واتذكر بان المادة كانت "مدخل الى اللغة" وكنت جالسا على احد المقاعد وله طاوله ملتصقه، بامكان الطالب تحريكها متى ماشاء. التفت واذا مكتوب على الطاولة بالعربي "ارفع الطاولة لو تكرمت" فرفعتها - من باب اللقافة طبعا - فوجدت مكتوب بالاسفل عبارة " رجعها يا حمار" - ارجعتها طبعا- ... تعلمت درسا في حينها بان اللقافة ليست بالامر المحمود.