نعم اختلاط الحابل بالنابل ( مثل ) يتردد دائماً بين الناس عند مايخرج الامر عن سيطرة اهل الرأي والحل والربط وتتخطف عنان الامر أيدي عامة الناس ومنتهزي الفرص وصيادوا الماء ( العكر ) ولعلي اضرب مثلاً على ذلك حال امتنا العربية خصوصاً والإسلامية عموماً حيث أصبح الناس البسطا الذين لايعرفون من السياسة الا اسمها ومن الاسلام الا اليسير في الدين لايتجاوز الأركان الخمسة والتي يحفظونها اسماً وترتيباً ويجهلون الأحكام والتفاصيل الاخرى التي امضوا علماء الاسلام السنين من البحث والتعلم حتى وصلوا الى الفهم الجزئي من تلك العلوم ولإحكام ويتزعم الفتوى من ليس لديه المعرفة الفقهية ولا الفصاحة اللغوية ويتصدر الافتاء والخوض في الحلال والحرام ويجرم المصيب ويصوب المخطئ دون الاسناد الى دليل من الكتاب والسنة واجتهاد علماء الأمة وكذلك من أسهب وأجرد سيفه وأسرج خيله في ميدان السياسة ليتحدث عن المستقبل ويخطط للواقع ( بينما هو في حقيقة الواقع يعاني من فشل ذريع في سياسة بيته وأسرته ) وهذا سهل المهمة على أعداء الأمة والمتربصين لأهل الاسلام لإثارة الفتنة بين المجتمعات الاسلامية والعربية والتشكيك في الدين الاسلامي وتأجيج الجزء الكبير من الرأي العام العربي الذي يعاني من سطحية التفكير وغيرمؤهل الى استقراء المستقبل من فهم الواقع الحالي بوعي تام في تداعيات المنطقة وهذا يفتح الباب على مصراعيه امام إعلام المغرضين وأهل الشبه والشهوات ليخدموا التيارات الخارجية ذات الاهداف السياسية والعقدية التي لها اطماع في المنطقة لذلك اناشد الشعوب العربية والإسلامية ان تترك الامر يدار من قبل ولاة امر الأمة واصحاب الاختصاص في الدين والاقتصاد والسياسة وفق الكتاب والسنة لقول الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً.
(59) سورة النساء وأما السنة فقد جاء في النصوص من السنة على وجوب طاعة ولي الأمر ما لم يصرح بالكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان
فإذا وُسّدالامرلغير أهله فإنّه سوف يترتب على ذلك الكثير من المفاسد التي لاتخدم الامم والمجتمعات . حفظ الله بلدان المسلمين ووحد كلمتهم على الحق .