• ×
الأحد 11 رمضان 1444 | 1444-06-23
د. إبراهيم عباس نــَـتــّو

ذكريات

د. إبراهيم عباس نــَـتــّو

 0  0  5561
د. إبراهيم عباس نــَـتــّو
وِداعُ الحُجاج للكعبة




لاحظتُ بعد موسم حج هذا العام في بعض وسائط التواصل الاجتماعي مثل الواتس.آپ، تداولَ كليپ قصير فيه عدد من الحجاج اشير الى انهم من الصين.. و يقومون بحركة اثارت انتباه -و ربما استغراب- المُصور لاقط منظرهم و هم يخرجون من المسجد سائرين الى الخلف!

حقيقةً، و أولاً، لقد كان اولئك الحجاج من فئة الأويغور، الكشغر، المتحدثين بلهجة تركية و يقطنون منطقة شـِنجيانگ بشرقي تركستان، و مركزها/عاصمتها 'أرومچي'، في اقاصي غرب الصين.

أما منظر هؤلاء الحُجاج و هم يسيرون الى الخلف في طريق خروجهم من المسجد الحرام.. بينما يواصلون -في الأثناء- مقابلة الكعبة.. فلقد كان منظراً مألوفاً.. خاصة في سابق الأزمان بمكة المكرمة.

بل، لقد كان هذا هو الأسلوب المتبع؛ فكثير من الحجاج -إن لم يكن كلهم- كانوا يحرصون اثناء مغادرة المسجد الحرام على مواجهة الكعبة حتى آخر لحظة ممكنة، و أن تكون رؤية الكعبة آخر عهدهم بالحج و الزيارة.

و لقد كان بالحرم باب مشهور، اسمه 'باب الوداع'.. في الجهة التي حل محلها باب 'سعود' (و كان هذا هو الاسم الأصلي و لمدة عشر سنين..ثم تم تحويل المسمى الى 'باب عبدالعزيز'، المستعمل حالياً).
فكان الحجاج يستعملون 'باب الوداع' عند مغادرتهم و توديعهم الحرم و الكعبة.

و ارضية الحرم كان معظمها مغطىً بالحصا، الحـَصوَة، التي كانت تـُفرش عليها قطع طويلة من القماش القطني الأبيض، و ربما بكامل طول 'طاقة'(رزمة) القماش، و ذلك بعد غمسها في ماء زمزم. و كانوا ينشفونها باستعمال اشعة الشمس على تلك الحصوات؛ ثم يجمعون القماش عند جفافه ليحملونه معهم حين وداعهم الحرم و الكعبة عائدين إلى ديارهم.. و ذلك لاستعماله في تكفينهم إن هم تـُوفوا هناك.

و ذلك كله اثناء قيام الحجاج بأداء طواف الوداع؛ و هُم في ذلك متأثرون بمقولة منسوبة إلى الغزالي في دعاء مثل: اللهم لا تجعل هذا آخر عهدي ببيتك الحرام؛ و إن جعلته آخر عهدي، فعوِّضني عنه بالجنة.

د.ابراهيم عباس نــَـتــّو عميد
سابق بجامعةالبترول

 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:12 صباحاً الأحد 11 رمضان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021