الحمد لله أنني لم أنجب ولداً حتى لا يقتل أمومتي من أجل زوجته
وإلا لربما كنت ذبحته كما تذبح الدجاجة
تصرخ بداخلي عندما أشاهد تلك المواقف المزرية من الأبناء تجاه والديهم
الفتيات وان عقت والديها لا تصل إلى درجة الفتيان ربما تخوشنت قلوبهم برجولتهم التي يدعون فمن يعق والديه ليس سوى ظل رجل
قبل سنوات انتشرت قصة (الأم) التي قطع عنها عضدها العاق الكهرباء بهدف إبعادها من المنزل لكسب رضا زوجته وكأنها هي التي جعل العلي القدير الجنة تحت أقدامها
نسي ذلك العاق أنها كانت تنير له ظلمة رحمها الذي احتواه بحبها وحنانها... وتنير دربه الذي يقدم كل ما فيه من ولاء وطاعة لزوجته بسخاء دعائها
خسئ هكذا أبناء سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً
الزوجة له منها أربع وان أراد استبدل بالأربع أربعة أخرى
( الأم واحدة ) ..... خلقت واحدة ..... تعذبت بحملها وولادتها وحيدة ..... سهرت وربت واحدة
فكيف تستبدل .... كيف ؟ كيف يحدث ذلك ؟
دائماً نلقي بعقوق العاقين على شماعة التربية
لتربية الوالدين دورها ..... ولكن أصبحت تربية الحياة الاجتماعية أكثر تمكناً من أولادنا
قبل أيام كنت في زيارة للطبيب وأمام باب المستشفى شاهدت موقفاً كم تمنيت لو أنني ابرح ذلك العاق ضرباً حتى يدنو لسانه من كعب قدمه
كانت السيدة العجوز شفاها الله وأثابها على تربيتها وصبرها الذي ربما يكون لحاجتها تقترب من سيارة ابنها والابن المحترم يجلس خلف مقود سيارته ... لم يكلف نفسه حتى بفتح الباب لأمه العجوز المتهالكة عظامها
وقبل أن تصل إلى السيارة زلقت عصاها فاختل توازنها وسقطت على الأرض خرج الابن مسرعاً من السيارة وأدرك والدته قبل أن تصل يدي إليها ولكن ......
صرخ بوجهها قائلاً (الله يفضحك فضحتينا قدام الناس أنت وعصاك ما تعرفين تمشين مثل الخلق)
كنت أتوقع أن ترد عليه بحسبي الله ونعم الوكيل ولكنها لم تتفوه إلا بكلمة واحدة فقط ( سامحني )
وصعدت إلى السيارة بعد أن اخذ منها كيس الدواء وألقى به جانباً لأن قنينة الدواء انكسرت
ولكن كسر قلب تلك الأم العجوز كان أكثر تهشماً
وللأسف الشديد من يزيد السوء سوءً بعض المسلسلات الهمجية لا أعلم كيف يفكر السيناريست ولماذا يعتقد أن جمال التضخيم الدرامي لا يكون جيداً ويلفت نظر المشاهد الا بإهانة الوالدين وصراخ الأبناء والبعض يضرب أحد والديه في المشهد
كنا فيما مضى نستمتع بمشاهدة المسلسلات المصرية لما تحتويه مشاهدها من احترام للوالدين
لو سمحت ياماما وحضرتك ياماما وبعد اذنك يابابا والآن تغيرت كثيراً عن الماضي يبدو أن السكريبت ينتقل بين السيناريوهات
كالنار في الهشيم يذكرني ببيوت التاريخية تصلبت وجفت أخشابها فان قلت لها أفٍ اشتعلت نيرانها
وفي خاطري سؤال
الجهة الرقابية في الاعلام لا تصرح لأي مسلسل به مشاهد غير لائقة وتصرح بمشاهد يكاد العقوق بها أن يقول اعتقوني
الاعلام رسالة العالم الى المجتمع والمشاهد سريع التفاعل مع العرض فأحسنوا انتقاء ما تكتبون وتصورون وتعرضون فجميعكم أمام الله سوف تقفون وتحاسبون
ترا كم منهم قتل فرحة أم وكسر قلب أب وكم منهم يدعى له وكم منهم يدعى عليه