الفن رسالة
والاعلام يمثل السلطة الرابعة
هل باتت مجرد شعارات نرددها؟
لو عدنا بذاكرتنا أو من خلال مشاهدة الأفلام التي عرضت في الحقبة الماضية ويتكرر عرضها الآن لن نشاهد بها حجم العنف الفكري والتعلم السلبي الذي يحدث اليوم فيما يعرض على وسائل العرض الحالية
كتابة السيناريو وتفكير السيناريست جزء من المشكلة
أصحاب الفكرة المطلوبة من السيناريست جزء من المشكلة
موافقة الفنان على تصوير هذه المشاهد جزء من المشكلة
وأكبر واهم جزء في المشكلة الجهة المختصة المصرِحة للتصوير والعرض
وما يدور في خاطري كثير سوف اتناول البعض منه فقط
لو افترضنا ان الهدف تجاري ولا صلة له برسالة الفن العظيمة وهذه هي الحقيقة العظمى .هل يحق لنا السؤال لماذا؟
لماذا نفترض ان العمل لن يروج بالشكل والحجم المرغوب من جني الأرباح الا بمشاهد تعاطي جميع أنواع المخدرات مع الشرح المفصل لطريقة استخدامها وكأن الرسالة الفنية اختزلت في تعليم من جهل طريقة الاستخدام ونسج الصور الإيجابية بشعور المتعة والنشوة وغيرها من جراء استخدامها؟
لماذا نعتقد ان بناء الشخصية الشابة جيل اليوم واساس البناء لليوم والغد لا يكون الا بالتمرد على الوالدين واهانتهم والتطاول عليهم باللسان والايدي ورد حسنة تربيتهم بهذا الكم من نكران العطاء ومحو الرسالة الربانية التي امرهم بها الله لتربية هذه الشخصية العاقة؟
لماذا نقدم دورات مجانية في أساليب النصب والاحتيال وبناء المستقبل العملي للجيل وترسيخ فرائض الرشوة وما يدار تحت الطاولة للنجاح فوق وحول الطاولة؟
لماذا نرسخ في عقول الأجيال ان الحرام هين كما الحلال هين وكلاهما سواء؟
لماذا نصور المرأة على انها سلعة رخيصة تدوسها الاقدام وترمي قذارتها على جسدها المنتهك للحصول على ما تريد؟
لماذا نصور الشاب على انه شخصية تافهة مستهترة لا تحرص الا على تحقيق رغبات جسدية باحتقار؟
لماذا نصور التحرش والاغتصاب على انه مجرد مشهد امام الكاميرا وليس جريمة عظيمة؟
لماذا نرسخ في عقول اباء وامهات اليوم ان التربية لا تتطلب منهم سوآ الانجاب فقط والباقي على المربيات والسائقين والعاملة المنزلية؟
لماذا نغرس في عقول الجيل ان العنف والحصول على ما يريد لا يكون الا بالبلطجية والهمجية؟
سأكتفي بهذا القدر من التساؤلات كي لا تشعرون بالملل والضجر وتغلقون التلفاز
وللتنويه ليس جميع ما يطرح عبر وسائل الاعلام سلبي ولكن الإيجابي نتحدث عنه عادة في حياتنا اليومية بشكل مستمر ولا داعي لذكرة فهو يمثل الحالة الطبيعية للإنسان
حديثنا فقط عن السلبيات بهدف الحرص على تحويلها لإيجابيات ولأن الاعلام والفن رسالة فمن واجبنا المساهمة في تحويل السيء الى حسن لتتحسن المشاهد امام الكاميرا وتنقل رسالة الفن السامية عبر الشاشات على اختلاف وسائل التقنيات في العرض.
الفن رسالة يحملها جميع شخصيات العمل على عاتقهم وهم محاسبين عليها
اللهم إني بلغت