حضن الوطن
حين كنا أطفال، كنا لانتساءل ولا نسأل عن معنى ماحولنا، كانت تشغلنا طفولتنا ولهونا ولكننا كنا جميعاً نهرع إلى بيوتنا وحضن أمهاتنا لنشعر بالأمان وجمال الحياة. وتمضي السنوات وتتفتح مداركنا وأصبحنا نكتشف كل يوم شيئا جديداً وجميلاً في كل ما حولنا. وكما نشعر بالأمان في منازلنا شعرنا بأن لنا حضن أم آخر، حضناً أكبر وأشمل يتجلى في شوارعنا،حدائقنا، مدارسنا، أسواقنا وملاعبنا. إنه الوطن، الحب الحقيقي في حياتنا. الحضن الكبير الذي يجمعنا.
فهواءه مختلف. رائحة صيفه وبرد شتائه، مطر خريفه وزهور ربيعه. احياءه الغارقة في عمق التأرخ إلى جانب أبنيته العامرة بالحداثة. أرجائه الواسعة الممتدة. مدنه المختلفة، فكل مدينة فيه لها تاريخ وحضارة وطعم. يكفي وطننا فخراً بقاعه الطاهرة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف مكة والمدينة قبلة المسلمين من جميع أنحاء العالم.
ويكفيه فخراً أنه مهد الوحي والتوحيد.
يشاركنا هذا الحب الملايين يأتون ويجدون فيه السلام والأمان قلوبنا مفتوحة وأذرعنا مرحبة، خيرنا دافق عميم للكل (ربي إجعل هذا البلد أمناً وأرزقه من الثمرات ).