للقهوة طعم آخر
أقطع شارع الشانزيليزية في مدينة (باريس) الفرنسية، وتقاطعني ذكرياتي، أحملها معي، تخترقني وتبعثر كل أحلامي في النسيان. أتامل الجمال والحضارة والحداثة بنصف عين ونصف إحساس، تقودني الخطى نحو مطعم يقدم القهوة العربية، نحن أغرب أمة نهرب إلى بلاد أخرى ونبحث عن وطننا فيها. تهب نسمات ربيعية. الحب في كل مكان، قوافل الزهور ترسل تحاياها للمعالم الجميلة فتزيدها تألقا وبهجة. يعتصرني الحزن والفقد والذكرى. في أقرب طاولة جلست
وجوه مختلفة، أحضر النادل القهوة مع زهرة حمراء كتحية جميلة. إنه الربيع. عاودتني الأشجان.
إنتفضت فجأة وعطر رجل يخترق ذاكرتي. تجاوزني عطره جلس في الطاولة المقابلة، لم استطع إلا أن أنظر إليه خلسة. وسيماً في رجولة يستشعرها كل من يراه. مشغولاً بأوراق يحملها وأنا مشغولة بعطر إلتصق بذاكرتي. آتاه فنجان قهوة وكأنه على موعد صباحي معه. أخذ يرتشف القهوة. للشفاه وقع على الفنجان كأنها قشعريرة برد من موجة عابرة. أحسست كأنني التقط نجمة من سماء عامرة. رأيت ظل إبتسامة عبرت وتوقفت، إرتبكت. وتساءلت بيني وبين نفسي هل شعر بحالة التوهان التي أعترتني وأنا أختلس النظر الى رجل يرتشف قهوته الصباحية وتحتشد حوله نجوم من كوكب آخر. شعرت فجأة أن للقهوة طعم آخر.
ظل إبتسامة أخرى عبرت ولكنها إستقرت في وجهي وفضحت عيني.
أحسست أنها دعوة صامتة وإحتمال لفنجان من طعم آخر من القهوة.
نانا السقا
اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله كبيره وصغيره علانيته وسره ه
ابداع من نوع آخر،اختلط فيه الخيال الواسع مع الوصف الشاعري الدقيق
ها هي اديبتنا الاستاذه نانا رائعة في جميع اطلالاتها وياليت هذه الاطلالة تدوم وهذا الوصف الأخاد يكتمل الى قصه ،هي اديبة وشاعرة مبدعه ونحن تواقين للمزيد762