قبل شهر تقريباً تابع معظم سكان الكرة الارضيّة اسواء أعصار تدميري مر على البشرية ( أعصار إرما ) ... وتابعنا جميعاً التعليقات المصاحبة للاعصار ، وحاولت ان أقارن مابين تعليقات الامم الاخرى وتعليقات بِعض المسلمين ووجدت الفرق الهائل مابين الواقع العلمي في تعليقاتهم ومابين تعليقات البعض لدينا والمتصفة بغياهب الامور والمقترنة بعضها بامور شخصية تنم عن الجهل والحقد ورغبة التشفي في الاخر .
ومن وجهة نظري ان اتعس واظرف تلك التعليقات واسخف هي للإعلامي بقناة الجزيرة ( احمد منصور ) والتي ربطها بكرهه للاخر وردها لعذاب الرب ثم عاد وحذفها وحاول ان يتأسف ويبرر ويتهرب من قوله وليؤكد حسن نيته للاخر كتب اعتذاره و تبريراته بالانجليزية ... واعتقد ان خوفه مما حدث لزميله تيسير العلوني جعله يفعل ذلك ... لاسيما وان القوانين الان تغيرت وممكن ان توجه له تهمة ( اثارة الكراهية ) ... عموماً اتوقع ان هناك من بداء يجهز قضية ضده ومن حق احمد منصور ان يدافع عن نفسه ... ملاحظة هناك الآف التعليقات المشابهة وعلى غرار تغريدة احمد .
ألا تتفقوا معي باننا في العالم الاسلامي ومن بُدَ كل الأديان ... للاسف نربط مانُريد ان نُسوق له من أفكار ووجهات نظر وبغض النظر كانت تبدو وجيهة حينها او تافهة ولا توجب كل ذلك الاهتمام والجدل للاسف نسقطها ونربطها بالكتاب والسنة والشرع ! وحتى لو كانت اسبابها علمية أو طبيعية أو بشرية ويمكن تفسير اسبابها ونتائجها علمياً... السؤال المهم لماذا ؟ .
الاشكالية اننا كمسلمين حينما نربط أشياء كثيرة بديننا الاسلامي ومن ثم نكتشف بعد فترة من الزمن خطئها وخطأ تبريراتنا الواهية والتي ليس لها داعي من الأساس وبالتالي نعتذر باننا لم نقصد ذُلك أو انه كان مجرد اجتهاد شخصي أو ان المقاصد الشرعية كانت خلاف ما كنا ندرك حينها ... الخ ... والاشكالية الكبرى في تأثير تلك التأويلات الخاطئة والسلبية عبر الزمن وتأثيرها على العقل والفكر الاسلامي وأسلوبه في التحليل العلمي مما جعلنا منذ قرون في مؤخرة الامم المتبعة للمنطق العلمي في تفسير الظواهر الطبيعية وفي تفسير معظم الاحداث بما فيها الأمراض العضوية والنفسية ... والطامة الكبرى اننا من بُدَ كل الأديان نحمل الدين ما لا طاقة له به من تأويلات بشرية بعيدة كل البعد عن العلم والمنطق وأصبح كثير من شبابنا المتعلمين يتشككون من بعض العلوم الشرعية ومن مجمل تفسيراتها .
عموماً لن ادخل في جدل فقهي في تأويلاتهم وتأكيدهم من تسيير جند الله حسب ماشاؤا وحسب سياساتهم ... كما انني لن أسوِّق الأدلة لما حدث من كوارث طبيعية لاطهر بقعة في العالم ولكافة بلدان المسلمين عبر التاريخ الاسلامي ( لن أذكر ما قالوه عن سيول جدة ! ) ... ألم يحن الوقت لهذا الفكر ان يقف للمبارزة بآيات الله وسنة نبيه ... ألم يحن لهذا الفكر ان يقف عن الفرح والتشفي بذبح الاخر وهلاكه ومعاناة إنسان بسبب كارثة ما ( وما أرسلناك ألا رحمة للعالمين ) ... ألم يحن لهذا الفكر أن يحترم عقولنا وعقول شبابنا ويعدل من منهجيته ويعود للحق ولا يشوه صورتنا كمسلمين ويحث فكر شبابنا على اشغال العقل والفكر والبحث العلمي لكي تتسع أفاقهم ويتقدموا بهذه الامة ... حفظ الله البلد الامين .
لواء م / طلال محمد ملائكة
٢٢ صفر ١٤٣٩هـ