من قبل أيام ونحن في متابعة مستمرة مع المهتمين بأحوال الطقس لحظة بلحظة في تحركات السحب الركامية الممطرة وهي قادمة من الشمال الغربي للبحر الأحمر حتى حطت برحالها على مدينة جدة .. تلك المدينة الحالمة عروس البحر الأحمر التي ما إن تتزين وترفل في ثيابها القشيبة فرحة بحللها وجمالها الا ويأتي عليها مطراٌ من السماء فيمحو كل المساحيق التي جملتها ايادي لم تراعي فيها أمانة البذل والعطاء وسلبت منها فرحة البهاء واصبحت تندب حظها كأنها عجوز شمطاء.
فكلما فرحة مدينة جدة بمطر كاي مدينة.... كي تُسعد اهلها بعد المطر بحدائقها الغناء واشجارها الباسقات ...إلا وتستفيق على جسدها قد جرفته السيول ورمى باشلائها عرض البحر وماتبقى منه تناثر بين ركام الحفر والانهيارات ؛
فتقوم من جديد حزينة على نفسها بعد أن تلطخت بطين الفساد الذي استشرى في جسدها وانهك قواها طيلة السنوات الماضية.
فكلنا امل في سيف العدل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين ايده الله في اجتثاث ايادي الفساد في مدينة جدة ومحاسبة كل من تورط وتلطخت يده بهدر المال العام والتنفع به ظناً منه انه لن يحاسب؟
بلا. كلنا ثقة في سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ايده الله ان ينتصر لهذه المدينة بمعاقبة من نهب وسرق أموال خصصت لخدمة هذه المدينة الجميلة ورد الاعتبار لها... في تسريع اصلاح البنية التحتية من تصريف ومجاري وسدود حتى تعيش في مأمن بعد الله عزوجل ومتابعة سمو ولي العهد لها ذلك الشاب الطموح الغيور على وطنة حفظه الله .. ونزفها وهي في أبهى جمالها.
فصبرا أيتها العروس فلن تغرقي بعد اليوم وستظلين العروس الحالمة على البحر الأحمر التي يعزف لها البحر سمفونية اللقاء والفرح بالعطاء
فلك مني ياجدة المحبة.
وإلى اللقاء...
ردة سعيد الحارثي