• ×
الثلاثاء 29 شعبان 1444 | 1444-06-23
ريان الجدعاني

( نقطة ضوء)

ريان الجدعاني

 1  0  7193
ريان الجدعاني

(خرافات عن اليابان)،




منذ أن دخلت منطقتنا العربية لعهد القرن 21 والكثير من الخرافات بدأت في التساقط تدريجياً بفضل ثورة الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، من خرافات رجال الدين وقصصهم الخيالية والهدف منها تخويف المجتمع من التطور والتقدم ومحاربة المرأة، مروراً بخرافات ماكينة الخياطة "السنجر"، إلى الخرافات في المعلومات المغلوطة التي كانت تنتشر بين الناس بسهولة وتحولت مع مرور الوقت إلى مقدسات يصعب تكذيبها قبل أن يأتي "تويتر" ليدمرها بسهولة لأن أدوات تدمير (خرافة المعلومات) أتت من الخارج.



في هذا العام خرج علينا وسم في تويتر يحمل عنوان فريد من نوعه وهو "#خرافات_عن_اليابان" والذي أصبح حديث المجتمعات العربية لأنه نجح في تعرية الكثير من المعلومات المغلوطة عن الدولة المتقدمة اليابان والتي قررت أخيراً تأسيس حساب رسمي لتكذيب تلك المعلومات، وهو حساب (اليابان بالعربي) التابع لمؤسسة راديو اليابان الدولي، أي أن الجهات الحكومية في اليابان بدأت في التحرك جدياً لتعرية تلك الأكاذيب، حتى لو كانت الأكاذيب تجمل وجه اليابان اجتماعياً وثقافياً وعلمياً.



الزائر لهذا الوسم سيجد أن الحساب الياباني فند الكثير من الأكاذيب التي كنا نصدقها منذ سنوات، مثل أكذوبة قيام الطلاب اليابانيين بغسل أقدام معلميهم في كل بداية عام دراسي، حيث تفاجأ المسئول على الحساب الياباني من انتشار مثل هذه المعلومات المغلوطة في العالم العربي لسنوات طويلة، قبل أن يؤكد الحساب أن السبب هو غياب نافذة يابانية رسمية تتواصل مع المجتمع العربي.



ليست فقط اليابان وحدها من تدخل الساحة العربية، فدول مثل السويد والنرويج عبر حسابات تويتر ناطقة بالعربية، وأيضاً ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكوريا الجنوبية والصين عبر قنواتهم التلفزيونية المعربة، عملوا جاهدين لنشر ثقافة بلادهم عبر محاربة المعلومات المغلوطة، لتكون تلك الحسابات والقنوات التلفزيونية المصدر الحقيقي للباحثين عن المعلومة الصحيحة بدلاً من الاعتماد على المصادر العربية، قنوات وصحف، التي للأسف انكشفت بأنها تفتقر للأمانة المهنية وصدق الأخبار.



بفضل تلك النوافذ الأجنبية اكتشفنا بأن مجتمعاتنا العربية للأسف الشديد لا تمتلك ميزة (البحث عن المصدر) وهي الميزة التي تعتبر أساسية عند جميع مجتمعات العالم، فالمتلقي الياباني مثلاً لا يستقبل أي معلومة عابرة إلا بعد أن يتأكد منها بعد تفحصها بحرص عبر البحث عن المصدر الرسمي لهذه المعلومة، بعكس المتلقي العربي الذي لا يزال يعاني الكسل في البحث عن المصدر الرسمي والاكتفاء بالمعلومات العابرة فقط، بجانب فقدانه لميزة التحليل للمعلومة بسبب ضعف المناهج الدراسية في الدول العربية التي لا تزال إلى يومنا هذا تعتمد على أسلوب حفظ المعلومة بلا تحليل أو فهم.



أتمنى أن يساهم وسم "#خرفات_عن_اليابان" في خلق وعي في المجتمع العربي، وعي في كيفية تلقي المعلومة وتحليلها، والتخلص من عادة استلام المعلومات بسهولة، فبناء المستقبل يبدأ بمعلومة، والمعلومة الخاطئة قد تتسبب في نسف كل خطط المستقبل، بدليل أن معلومة غسل الطلاب لأقدام معلميهم ستكون كفيلة بتدمير منظومة التعليم لأن هذا الفعل بكل بساطة خارج عن قيم الكرامة واحترام الذات، والتعليم الحقيقي يبدأ بحفظ كرامة الطلاب واحترام قيمتهم.


ريان الجدعاني
كاتب ومحرر صحفي

 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ابو ايمن 1439-03-29 12:41 صباحاً
    بارك الله فيك أصبت عين الحقيقة تحولنا الى النسخ واللصق بامتياز في عصر التقنية وأصبحنا من أوائل العالم في ترويج الخرافات والأشاعات وأصبح هناك من يختلق تلك الأشاعات والخرافات لتمرير اهدافه .
    خيرا فعلت اليابان بتصحيح تلك الخرافات وتبيان الحقيقة .
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:58 مساءً الثلاثاء 29 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021