بقلم/ نانا السقا. دائماً معي
إمتدت يدها بتلقائية، تحسست المخدة. مخدته، حبيبها شريك عمرها وأنيس وحدتها الغائب، الحاضر في وجدانها، في سويداء فؤادها. أحست بدمعة تنزل بجانب عينها اليمنى، تلامس أذنها. يعصف بها الشوق. لقد أعتادا أن يرقدا على جنبيهما وهما يهمسان. يناجيها بهمس العاشق الذي لم يفتر عشقه لها. فاضت عيناها وهي تتذكر رحيله المفاجئ وهو في أجمل سنوات عمره. رحل وهو في عنفوان نجاحه المهني وقد أصبح مديراً عاماً للشركة التي يعمل بها. رحل وهما في أكمل نضجهما العاطفي وتفرغهما لحياتهما الخاصة بعد أن كبر الأولاد وأستعدوا للإعتماد على أنفسهم. رحل وفي كل من أركان البيت ذكرى للحب والتفاهم والعلاقة الجميلة.
أسرة كان عمادها الحب وأساسها الإخلاص وشعارها الإنتماء والوفاء. وفجأة غابت من سماء الأسرة شمس الحياة ومصدر الدفء والامل.
دارت الأيام ومع دورتها طرق النسيان غرف المنزل. إلا غرفتها ظلت موصدة أمام كل طارق. فهو معها في كل حركة وسكنة.
في حجرتها رائحته وعلى المخدة صورته وفي الدولاب ملابسه. كل شيء ظل كما هو طوال هذه السنوات يعبق بعطره ووجوده.
تكاد تجزم أنها تسمع صوته يناديها فتدخل الغرفة فتتخيله يفتح ذراعيه ليحتويها. ترتمي على السرير ترتجف شوقاً وتذرف دمعاً.
وكلما تمر السنين تصبح أكثر حزناً وأكثر ألماً خاصة بعد تزوج ولداها. واستقلا بحياتهما الجديدة وأيضا إبنتها التي أصرت عليها أن تأتي وتعيش معها ولكنها رفضت أن تترك موطن ذكريات حب عمرها وحلم شبابها.
فالراحل الغائب ترك لها من الذكريات والحب ما يكفيها حتى تلتقى به. وهناك ستنعم معه بنعيم دائم كما وعد الله المتقين.
ربي يصبرك
يالك من كاتبة يندر ان نجد لك مثيل.