ساهم موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، في إحداث ما أصبح يصطلح عليه اليوم بـ”المواطن الصحافي”، إذ يوثق المستخدمون ما يسمعونه ويشاهدونه يوميا على حساباتهم بالفضاء الأزرق، مستفيدين من سرعة نشر المحتوى وغياب القيود أو أي شكل من أشكال الحظر، ما يفسح المجال أمامهم للاستمرار في التفاعل عبر الموقع ومشاركة أصدقائهم والغير، الأخبار والآراء حول مختلف الظواهر والمشاكل، وكذا المناسبات، وهو الأمر الذي ساهم في إحداث نوع من الحذر في العلاقات الاجتماعية، وحوادث قنص حالات ارتشاء رجال أمن أكبر دليل على ذلك، إذ وثقت سلسلة من الفيديوهات المصورة لحالات ارتشاء خلال الأشهر الماضية، ما ساهم في “هيمنة حالة من التوجس في تعامل المواطنين مع السلطات، خصوصا عناصر شرطة المرور”، يؤكد حسن، موظف، مضيفا أن الشرطي أصبح حذرا عند التعامل مع مستعمل الطريق، ومتيقظا لأي محاولة لتصويره.
ويمثل “تويتر” أيضا، صوتا للمناطق النائية، إذ انتشرت خلال الفترة الأخيرة مجموعة من الصفحات على الفضاء الأزرق، بمثابة جرائد محلية لمناطق لم يكن المرء على علم بوجودها، توثق بشكل متواصل أخبارها. وهو الأمر الذي يؤكد أهميته سعيد الكوني، فاعل جمعوي بالجهة الشرقية، موضحا أن موقع التواصل الاجتماعي غطى مناطق لا تستطيع وسائل الإعلام الموجودة حاليا تغطيتها، منبها إلى أن بعض الأشخاص حولوا القناة من دورها التواصلي إلى الدعائي، بهدف خدمة أجندات انتخابية خاصة، إذ تعمد بعض الصفحات إلى ترويج أخبار زائفة حول تجاوزات بعض المنتخبين، ولا تكون دائما صحيحة، لذا يتعين توخي الحذر في التعامل معها، مؤكدا بالقول، إنه “للأسف بعض وسائل الإعلام السمعية والمكتوبة، خصوصا الالكترونية منها، أصبحت تتخذ من تويتر مصدرا للمعلومة، وغالبا ما تنقل تفاصيل وقائع مجانبة للحقيقة”.
وتظل المصداقية إحدى نقط ضعف “تويتر” البارزة، فموقع التواصل الاجتماعي لا يخضع لأي رقابة على المحتوى المكتوب أو السمعي البصري، ليظل مفتوحا في وجه جميع المستخدمين، الذين ينساق أغلبهم وراء الحرية المفرطة للإضرار بمصالح الآخرين، وهو الأمر الذي يعتبره ساخي عاديا، موضحا أن الشخص لا يدرك مع من يتعامل عبر “تويتر، الذي يتيح للأفراد إمكانية التسجيل عدة مرات وفتح مجموعة حسابات، ما يرفع هامش الغموض والمخاطر عند التفاعل مع أشخاص غير معروفين لدى المستخدم، إلا أن هذا المعطى لا ينفي عن موقع التواصل الاجتماعي الجدية، ذلك أن أغلب المؤسسات والإدارات العمومية والخاصة، تتعامل مع الأخبار المنشورة بالفضاء الأزرق بجدية تامة، والدليل على ذلك حجم القضايا والفضائح التي فجرتها تدوينات وفيديوهات منشورة على “تويتر”.