عشت حلماً جميلاً سوف احدثكم عنه.
وقفت امام ثلاث رجال من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ألقيت عليهم السلام وردوا بأفضل منه.
بعيداً عن الاحلام والمنامات انا لا أحب جهاز الهيئة والسبب في ذلك بعض رجالاته وبعض افراد المجتمع الذين غرسوا في عقول الجميع ان الهيئة هي من تصون عرض المرأة وتحمي شرفها وكلما شاهدتهم في مكان ما لا أجد انهم يراقبون الأسواق للسبب الذي تأسس من اجله جهاز الهيئة في عهد الخلفاء الراشدين بل همهم الوحيد مراقبة الرجال والنساء كيف يمشون وماذا يفعلون وعما يتحدثون، والحجاب يا امة الله ومطاردة الناس وكأننا في غابة.
المهم نرجع لسالفة الرجال الثلاث.
تبادلنا أطراف الحديث عنهم وعنا كمجتمع حتى اننا كنا نبتسم اثناء الحوار لم اسمع من أحدهم لا تبتسمي لنا فهذا حرام وغطي هداك الله. الحجاب يا اختاه.
ومن مجمل حديثنا دار بيننا حوار عن نظرة المجتمع السلبية وانا أحد افراد من يعتقدون ان الهيئة مضرتها أكثر من نفعها علينا كأفراد، ربما اقنعتهم بما تحدثت به او بجزء منه وهم كذلك.
ضحكنا على بعض الأحاديث وكأنها نكات وتحدثنا بجدية عن بعضها الآخر.
المهم في السالفة أصبحت على قناعة بأن تعامل جهاز الهيئة من افراد المجتمع والمرأة على وجه الخصوص قد تغير.
دعوني أصف لكم الرجال الثلاث حتى تشعرون بالحماس وتعيشون معي الحلم.
الرجل الأول: شاب وسيم ذو لحيته خفيفة لا اعلم في درجات مكينة الحلاقة يمكن رقم واحد او اثنين المهم انها لحية مهذبة بإتقان ويرتدي ثوب ملون اعتقد لأنه من الرياض كان يظن الجو بارد في جدة ما علينا من الثوب خلينا في استقباله لنا رد التحية بابتسامة راقية وبأدب مبالغ فيه ربما.
الرجل الثاني: شاب ابيض البشرة مهذب اللحية وجهه مبتسم حتى وهو صامت والنظر اليه محبب للنفس، تجاوب مع اسئلتي دون تذمر حتى اسئلتي الهجومية كان يصدها بابتسامة اخجلتني.
الرجل الثالث: شاب انيق مهذب اللحية مبتسم يرد علينا بابتسامة صامته ممتلئ الجسد قليلاً يحمل في يده كاميراً ربما يشبهني في مهنة التصوير وامتلاء الجسد، كان مراقباً للحوار بيننا.
الحقيقة حاولت استفزازهم ببعض التعليقات على جهاز الهيئة بهدف معرفة ردة فعلهم فأخجلوني برقي اخلاقهم وأدبهم.
هل أنتم عائشين معي الدور وهل استوعبتم كم الحلم جميل.
لنعود من بداية القصة التي لم اذكرها لكم بعد.
زيارتي لمعرض الكتاب هذا العام كانت مختلفة.
اقتنيت كعادتي مجموعة من الكتب وكانت من بوث واحد فقط لجامعة الملك عبد العزيز فشكراً للقائمين عليه.
وأثناء جولتي التقيت بصديق وزميلي العزيز محمد الغامدي كبير المراسلين من واس تبادلنا الحديث ونحن نتجول ووقفنا امام جناح هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
فكان لنا معهم حوار
لم يكون حلماً بل حقيقة والمهم في هذه الحقيقة أن المنتسبين لجهاز الهيئة تغيروا في تعاملهم من الآخرين.
انا ما زلت اشعر انني في حلم وارجوكم لحد يصحيني فبعض الاحلام أروع من حقيقتها فكيف إذا كانت حقيقة.
ما أجمل الاحلام لا تجعل البشر يتدخلون في خصوصياتنا وحرياتنا.
اعتقد أن هناك تدريبات وتأهيل لرجال الهيئة لن تجعلهم يتدخلون في خصوصياتنا وسوف ابلغكم بذلك لاحقاً
قبل الختام والصمت بعد الكلام أقدم جزيل الشكر والامتنان للإخوة الثلاث على حسن الاستقبال ورقي التعامل.
حقاً نحن نعيش عهداً جديداً مختلفاً في جميع الأمور.
وفي خاطري شي
لا يحمي شرف المرأة ويصون عرضها ويحافظ على عفتها سواها حتى وان وقفت بين ملايين الرجال.