تمر على الانسان مواقف معينة تدعوه للاندهاش الجميل المصحوب بروح الامل والتفأول يقول حينها " يا سلام " موقفي يتمثل في ذهابي الى قسم اللحوم في سوبرماركات وطلبت من الجزار طلبية مشكلة من اللحوم تحتاج الى عناية معينة في التقطيع ... وفعلاً بداء الاخ الاستاذ الجزار يجهز لي الطلب باحترافية عالية لاحظتها من خلال إمساكه للسكينة وتقطيعه لأجزاء معينة تدل على مهنية عالية .
وحيث انني كنت الزبون الوحيد والهدؤ يلف المكان فرغبت حينها كسر حاجز الصمت بسؤال من اين أنت ؟فأجابني بانه من المغرب الشقيق ...فبدأت بتحية أهلها وطيب كرمهم والعلاقات المتينة بين الشعوب والحكومات ثم بدأت أساله عن امور معينة في ذلك البلد بدأتها بأسئلة ذات بعد فكري وثقافي ومنها ( ١- السياحة في المغرب وما يمثل دخلها للناتج العام ؟ ٢- الملكية الدستورية ؟ ٣- اوضاع ثورة الجنوب والزفزافي ؟ ٤- لماذا لم تتحول مظاهرات الجنوب الى درعة اخرى؟ ٥- سألته عن الجماعات المتشددة وتفجيراتهم المختلفة في المقاهي وغيرها ؟ ٦-انتقلت بعدها لقضية الصحراء الكبرى ؟ ٧- فرنسا وتاريخها الاستعماري ؟ ٨ الادارة وكيف رضاه عن ادارته في السوبر ماركت فأعطاني درس عن القيادة والعدالة ...الخ ).
وبصراحة واقولها بكل صدق بانني وجدت في ذلك الجزار درجةكبيرة من الفكر والثقافة العالية فجميع إجابته أبهرتني ببعدها الثقافي مما يدل على ثقافته العالية والتي قد لا اجدها في كثير من حملة شهادات الدكتوراة والماجستير ومن المتعلمين ومن اصحاب الرتب العليا واللذين صادفتهم في مسيرة حياتي .
*ملاحظة لقد تكرر هذا الموقف معى في دولة عربية اخرى ومع سائق سيارة تاكسى قبل 30 عام ... ويوم امس تيقنت بعدها بان الدنيا بخير وان أمتنا العربية فيها عقول تفكر وتتابع وتستنج .
عفواً اخي القارئ المقال لم ينتهي وعودة لاهم سؤال لفكرة هذا المقال وفي الموضوع كله هو سؤالي رقم ٤ له ؟ ولماذا لم يحدث كما حدث في درعا ؟ وجوابه الرائع والتالي نصه ( نحن شعب فقير ولكننا لسنا شعب جاهل ونعي المخاطر ونستفيد من الدروس ... كما انه لدينا ملك عادل نحبه ويحبنا ) ... لقد حييت ذلك الانسان العربي تحية إجلال واحترام وأعطيته معرفي في الفيس بوك وتويتر وأخبرته انه يشرفني متابعته .
حفظ الله امتنا الاسلامية والعربية وبلاد الحرمين الشريفين
لواء م / طلال محمد ملائكة