بقلم / عبير البصيلي
التأثير هو التغيير الذي يحدث في سلوك الإنسان نتيجة بعض المعلومات التي يستقبلها وتؤثر على مخزونه المعرفي وتدفعه للقيام بتصرف مغاير للعمل الذي اعتاد عليه. إن التأثير في الأخرين مهارة لا يجيدها الكل، لكن يمتلكها المعلم من خلال مهنته العظيمة التي ترتكز على إعداد الإنسان الصالح لنفسه وغيره.
كلنا يعلم أن مهنة التعليم أكثر المهن أهمية وتتفوق على باقي المهن في عمق تأثيرها، والدول التي تسعى لإستمرارية التطور والتقدم، تدرك أهمية مهنة التعليم ومدى تأثير المعلم في تكوين الشخصية الإجتماعية والوطنية والمهنية للأجيال وتبذل كل ما بوسعها لتطوير قطاع التعليم بشكل عام وتمكين المعلم بشكل خاص.
فالمعلم هو محور العمل التربوي، وأنه مهما بُذل من جهد في تطوير المناهج الدراسية، والمعامل، والمكتبات، وأدوات التعلم وتقنياته، فلن يتم تحقيق النجاح لأهداف العملية التعليمية بدون معلم أُحسن إعداده وتدريبه. حيث أن للمعلم – بعد الله – فضل مذكور وإسهام مشكور في بناء شخصية المهندس والطبيب والمخترع، لذلك لابد لهذا المعلم الصانع أن يتهيأ لمن يعلمه فيعده حتى يكون كفئاً ومنافساً للمتفوقين في أنحاء العالم. فدور المعلم لا ينحصر في إيصال محتويات المنهج المعرفية للطلبة في زمن مجموعة من الحصص خلال العام الدراسي، بل يتسع إلى العمل على غرس الشوق للعلم والمعرفة والشغف للدراسة والتحصيل، وتعليمهم أنواع السلوك السوي المرغوب، وحب الحوار، والمنطقية في التفكير، واحترام رأي الأخرين، بالقول المقنع والقدوة الحسنة والأسلوب الحكيم.
وبذلك يكون المعلم ترك أثراً باقياً مستمراً لدى الطالب ليواصل رحلته في طلب العلم ما امتدت به الحياة، وليطبق ما تعلم، وينتفع به.
فهلا تركتم أثراً طيباً في حياتكم ...