بقلم – ريان الجدعاني
استحقت الحملة الرياضية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حملة "We Play Strong"، أن تسمى بالحملة التنويرية، لأنها تحاول جاهداً في رفع وعي المرأة الأوروبية تجاه حقوقها واستقلالها تحت إطار رياضي.
فقد أطلق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هذه الحملة في منتصف 2017، والتي تهدف إلى تشجيع جميع فتيات قارة أوروبا على ممارسة كرة القدم، وعدم الاستسلام أمام العقبات التي تحرمها من ممارستها، عبر إقامة عدة أنشطة رياضية في مختلف المدن الأوروبية، يرافقها حملة إعلانية واسعة بمشاركة أهم محترفات كرة القدم الأوروبية، ليصل صوت الحملة إلى مختلف دول العالم.
منذ منتصف العام الماضي إلى وقتنا الحالي، نجحت الحملة في تغيير فكر عامة المجتمع الأوروبي تجاه كرة القدم النسائية، تحديداً المفهوم التقليدي الذي كان يعتقد بأن هذه الرياضة مجرد "لعب بنات"، حيث بدأ المجتمع الأوروبي يفهم بأن ممارسة المرأة لرياضة كرة القدم يعتبر مجرد جزء بسيط من رحلة كفاح المرأة في معركة التمكين، التمكين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ومنها المجال الرياضي.
فلا تزال المرأة الأوروبية، وأيضاً المرأة العربية ومختلف مناطق العالم، تعاني التهميش في المجال الرياضي، من ناحية قلة الأجور مقارنة بالرجل، مروراً بتعمد بعض الاتحادات المحلية في عدم الاعتراف برياضتها، إلى النظرة الذكورية القاسية من المجتمع تجاه المرأة التي تلعب كرة القدم.
لتكون هذه الحملة الأوروبية رحلة كفاح الأولى للمرأة نحو التمكين الرياضي، وأول عقبات تمكين المرأة في الرياضية هي نظرة المجتمع والتي بالتأكيد ستتغير مع مرور الوقت على يد الحملات الرياضية كالحملة الأوروبية.
في عالمنا العربي، نحتاج لمثل حملة "We Play Strong" الأوروبية من أجل مساعدة المرأة العربية على النجاح في مجال الرياضة، وتحديداً رياضة كرة القدم، حيث تمتلك أوطاننا العربية الكثير من الموهوبات في كرة القدم، ولكن الكثير من الموهوبات اضطررن على ترك المستطيل الأخضر بعد أن تعرضت أحلامهن للانهيار، بسبب المجتمع العربي الذي لا يزال يتعامل مع كرة القدم النسائية بمفهوم "لعب بنات"!.