• ×
الجمعة 9 رمضان 1444 | 1444-06-23
احمد المغلوث

الخوف من الغزو الفكري

احمد المغلوث

 0  0  7109
احمد المغلوث
بقلم / أحمد المغلوث





قبل سنوات وعندما قررت ارسال ابني الدكتور عبدالله للدراسة في الخارج على حسابي الخاص قبل أن ينضم لبرنامج الابتعاث في مرحلة لاحقة اتصل بي احد زملاء الدراسة طالبا مني ان الغي فكرة ارساله للدراسة خارج المملكة خوفا من ان يتأثر بالتغريب وبالتالي يتطبع بطابع الحضارة الغربية وثقافتها وقيمها وعاداتها وراح يتحدث بحدة عن خطر "الغزو الفكري" وما ينتج عنه من تأثير الحياة الغربية على فتى يافع وما يعقب ذلك من هدم قيمه العربية والاسلامية التي تربى عليها ..ولم اتردد عن شكره وتقديره لغيرته وحرصه . لكنني أشرت له وبكل صراحة ان نظرته عن الغرب والدراسة في دوله فيها الكثير من الافكار السوداوية والمغلوطه ويبدو انه تأثر كثير بتلك الموجة المتلاطمة الامواج عن " الغزو الفكري " التي اجتاحت عالمتا العربي والإسلامي لفترة طويلة وتسببت في عدم انفتاحنا على الغرب ومافيه من جديد وتقدم وتطور . بل تسبب ذلك في وجود خصومة شبه دائما لدي بعض مجتمعاتنا العربية والإسلامية ودول الغرب .مع ان الاسلام كانت نظرته واسعة وتطلعاته كبيرة مما جعله وبفضل الله ومن خلال الفتوحات الإسلامية أن يساهم في نشر الاسلام وينقل ثقافته وعلمه لمختلف الدول التي تواجد فيها فاتحا ومعلما ومرشدا . بل تحدى الاسلام كل من يكيد له وللمسلمين وتصدي بقوة لكل من يحاول جاهدا ان يحد من انطلاقته وإنتشاره والمتابع لوسائل الاعلام يشاهد اليوم وباعجاب وفي مختلف الدول الاوربية والعالم كيف يدخل ابناء الغرب الى الاسلام باعداد كبيرة . بل ان مئات الالاف من طلابا وطالباتنا الذين يدرسون ضمن برنامج الابتعاث في مختلف الدول باتوا يساهمون في اعطاء صورة مشرفة عن الاسلام وقيمه بل هناك من هداه الله واسلم على يد احد طلابنا . وبدون مجاملة ابناء الوطن . هم ولله الحمد على قدر كبير من الوعي والمبادىء التي تربوا عليها وهاهو احد طلابنا النجباء " أحمد المحيميد " يكرم في استراليا مؤخرا من قبل سفارة المملكة لمبادرته الإنسانية لانقاذه مواطن استرالي مسن من الغرق في احد أنهار مدينة ملبورن . وامثال هذا الطالب كثر . فبين فترة واخرى نجد احد طلابنا وحتى طالباتنا يساهمون في عمليات انقاذ إنسانية في هذه الدولة او تلك .. وقد تناولت الصحافة العالمية اخبار هذه العمليات الإنسانية في حينه . لقد كان ذلك الزميل والذي مازالت افكاره "صحوية " بشكل مبالغ فيه وراء سباتنا لثلاثة عقود . ولم يتردد سيدي سمو ولي العهد الامين ان يشير الى هذا السبات في حديثه مع الكاتبة " كارين ايليوت هاوس " خلال زيارتها للمملكه . هذا الامير الشاب الذي يسعى حثيثا الى المزيد من التغيير والتطوير والتنمية . ممسكا بايادي ابناءالوطن . وهو في طريقه الى المستقبل الباسم . هذا وعندما انتهيت من اداء صلاة المغرب في الجنادرية مساء الجمعة الماضية عندها صافحنى الذي كان يصلي الى جانبي . واكتشفت انه امريكي مسلم ويعمل في احدى الشركات بالرياض . وجاء مع بعض زملاء العمل لمشاهدة " الجنادرية " . فشعرت بسعادة كبرى أن الاسلام بخير وان "الغزو الفكري " عبارة اخافتنا لعقود ..؟!

 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 07:18 مساءً الجمعة 9 رمضان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021