• ×
السبت 10 رمضان 1444 | 1444-06-23
نجلاء ال عوض

أخبرني

نجلاء ال عوض

 1  0  6874
نجلاء ال عوض


أوَترحل؟!
وتكسر قلبًا فيك يأمل؟!
أشعاري.. وأحباري
واسمك الذي رافق أذكاري..
صوتك الذي يسكنني
طيفك الذي يأسرني
أيوقظني الفراق.. وتأفل؟!
أترحل؟
أخبرني.. أمهلني
لأستعد وأرتب أفكاري..
لأصفف بقايا الشوق فيني
وأعبّد جسور الدمع
أنادي المساء يواسيني
والحنين الذي بات جاري..
أخبرني..
لأستعد على مواجهة هزيمةٍ نكراء
فجيش الألم لن يرحمني
أريد عن قبضته أُواري..
أخبرني..
لأوجد سببًا أمام كبريائي
أعرفه سيرجمني
ويذكّرني بعصياني
سيقاضي كل أوزاري..
أخبرني..
لأنسج رداءً من حرير
فالبُعد موحِش
وكتف الوحدةِ عاري..
أخبرني..
لأكتب مرثيةً لقلبي
لعلّ أنفاسي تسعفني للثم الناي
أو أحضن قيثارتي
وأعزف بالحزن أوتاري..
أخبرني..
لأقلّب بين صفحات الكتب
وأبحث في علوم السياسة
كيف لدولةٍ أن تنجو
من سُلطة الاستعمارِ..
أخبرني..
لأنتقم من خيالاتٍ امتزجت بك
تعطّرت بأنفاسك
ارتدت لون عينيك
ونامت كل ليلةٍ بجواري..
أخبرني..
لأرسم خارطة العودة منك
لقد أضعت مفاتيح دربي
ونسيت أين يقطن داري..
أخبرني..
لألملم أواني الهوى
وكؤوس الحب التي ثملتُ منها
وأعمتني عن كل الرجال سواك
يا أجمل أقداري..
أخبرني..
لأغطي سوءة لهفةٍ تتربع بين أهدابي
فالشوق ملحد
سينزع عني معطف الصبر وخماري..
أخبرني..
لأمزّق مواثيق الوفاء
فلا حاجة لها بعدك
لقد أسدلت عن مسرح الحب أستاري..
أخبرني..
لأشعل قنديلي
فالعتمة قد حلّت تمشي على استحياءٍ
والنجوم فرّت
لم تعد من زوّاري..
أخبرني..
لأعتقل قوافل فرحاً تتفلّت عن صدري
وعقلٌ أصابه مسٌ
كل ما فيني في حالة استنفارِ..
أخبرني..
فلقد استوطن حبك قلبي رغمًا عنّي
ولستُ بمفازةٍ منك
اجعلني هذه المرة امتلك قراري..
أسألك..
اسألك بالذي فطر عينيك
كيف سبرت أغواري؟!..
كيف تسللت إلى حصون قلبٍ عصيّ الحب
وأحكمت حصاري..
كيف عبرت خبابي
وأرست مراكبك على شطآني
بل كيف أتقنت إبحاري..
أسألك بالذي فطر عينيك
ألم تهزمك يومًا رسائل الوله
حين تهطل عليك كالأمطارِ؟!..
ألم تهزّ أغصانك
ألم تلامس شغاف قلبك
وتترك أثاري؟!..
ألم توقظك الرؤى هائمًا مشتاقا
لتبحث عني
وتتقصى أخباري؟!..
ألم تطوّقك مشاعري
التي ملأت الكون حبُّا
لتعبث بتفكيرك
وتغزو خلوتك أنواري؟!..

أخبرني..
قلبك ممّا خُلِق؟
ألم يرقّ.. رغم كل إصراري؟ّ!..
حاولت أن أنأى عنك بكل ما أُوتيت
وما ألبث إلا وأجدني بين زحام التوق
بميدان معارضةٍ وثوّارِ..
غرستك بين أضلعي
أخفيتك بين كلماتي
بقيت إلهامًا
في صندوق أسراري..
نسيانك كذبة
السلوى عنك كذبة
والسهو عنك كذبة
والقدرة على كل ذلك كذبة
كلها من بنات أعذاري..
علقتني كريشة
بين الهوا والهاوية
تائهة بلا جواب
لأعرف موقفك.. وتطفئ ناري..
أترحل الآن؟!..
يا لهذا البرود
بلا وداع
بلا عناق
تذرني أتلوّى كالإعصارِ..
أتوسّلك..
وهذه آخر مرة أسألك.. وأتوسّلك
اكتب جواب حيرتي الآن
أو مع باقة الزيزفون عند مزاري..


بقلم: د/ نجلاء آل عوض.

 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    معجب فيك 1439-06-15 09:10 مساءً
    دايم مجرمت مشاعر يانجلاء
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:28 مساءً السبت 10 رمضان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021