• ×
الأربعاء 30 شعبان 1444 | 1444-06-23
عبدالله المحزري

الوقت هو الحياة!

عبدالله المحزري

 0  0  6885
عبدالله المحزري
بقلم / عبدالله المحرزي



لكل منا وجهته ورحلته في هذه الحياة، وبين اليوم والغد مساحات ربما شاسعة من الاختلاف والتغير، لكن نبقى نحن العامل المؤثر والحاسم، وبجوار هذا يبقى الوقت هو الآخر عاملا مهما مرافقا لنا في كل خطواتنا.
هل رأيت أحدا من الناجحين مهملا لوقته؟! بالطبع لا.. فالنجاح رفيق التنظيم وحسن استغلال الأوقات، فإذا كنت تطمح في الوصول إلى أحلامك وما تتمناه، فكن على قدر المسؤولية، وهب أوقاتك وعمرك ما يستحقه من تقدير، إن الأمر ليس بالسهولة المتخيلة، وإنما يحتاج بالتأكيد لكثير من المداومة والمثابرة والتصميم، فالنفس دوما تميل إلى الراحة وإجبارها على فعل ما يفيد هو شيء ربما ارتد بنتيجة عكسية، لذا عند محاولة التغيير والذهاب في اتجاه تنظيم وقتك وإحكام خطتك تدرج وانتقل رويدا رويدا من ساحات الفراغ والعشوائية إلى ساحات الاستفادة من وقتك وعمرك كما يجب.
أعجبتني لمحة مميزة للشيخ صالح بن حميد في خطبته في الحرم المكي عن قيمة الوقت يقول فيها "من أمضَى يوما من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أصله، أو فعل حميد حصله، أو علم اقتبسه فقد ظلم نفسه، وعق يومه، وخان عمره".
لابد لأوقاتنا أن تمتلئ بشيء وحين نتركها عرضة للفراغ فإن العادات السيئة حتما ستزحف باتجاهها، لذا فملء أوقاتنا بما يفيد هو الخيار الأمثل للنجاة والنجاح، كثيرة هي الأشياء النافعة التي يمكن أن تزخر بها أوقاتنا، وأهم هذه الأشياء هو التعلم وتطوير الذات والعمل الدائم من أجل تجويد مهاراتنا واكتساب المزيد من الخبرات، المسارات التقليدية للتعليم صارت لا تكفي لخلق نموذج منافس، لذا فإننا نحن جيل الشباب بالأخص مطالب أن يبحث بجوار دراسته التقليدية عن شغفه وعما يجيد، ثم يحاول عبر مسارات التعلم الحديثة إصقال شغفه بالقواعد والأسس والعلم.
وقتك المهدر على أرصفة الفراغ يمكنك استغلاله عبر الالتحاق بإحدى بالدورات التدريبية لتطوير مهاراتك وقدراتك في جوانب كثيرة فهي تساهم بقدر كبير في بناء إنسان منظم ومقدر لقيمة الوقت وملتزم إلى أقصى حد لا سيما في موسم الإجازات. ليست هناك وصفة سحرية يمكن من خلالها للإنسان أن يصبح منظما بين ليلة وضحاها، وإنما لكل فرد خصوصيته وطريقته في الوصول إلى تلك الغاية، والعامل المشترك بين الجميع لتحقيق ذلك هو الشعور بالمسؤولية ومحاسبة الذات.
والدعوه لتقدير قيمة الوقت لا تعني أبدا حرمان النفس من حقها في الراحة والاستجمام، "إن لبدنك عليك حق" والراحة للبدن والاستجمام للنفس بالقدر المناسب هو المنطلق السليم لبناء ذات وشخصية متزنة تستطيع الإنجاز والنجاح وإحراز ما تتمناه من أهداف لها ولمن حولها.

 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:47 صباحاً الأربعاء 30 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021