• ×
الأربعاء 30 شعبان 1444 | 1444-06-23
دحام الجفران العنزي

ذكريات مطوع سابق

دحام الجفران العنزي

 0  0  6319
دحام الجفران العنزي
بقلم/ دحام الجفران العنزي



كريات مطوع سابق…للأسف ياشيخ دحام “كنت اعتقد أن أراك أحد قادة المجاهدين”



بهاتين العبارتين ودعني صديقي السابق ابو البراء وهو ينظر إليّ شزراً ومضى الى حيث دنياه. كنّا قد التقينا صدفة قبل ايّام في مدخل فندق نارسيس حيث كان بصحبة بعض أصدقائه ، تصافحنا ببرود وابتسامات مجاملة صفراء.

قال عبارته وهو ينظر الى وجهي الحليق وشعر رأسي الطويل الذي أطلقته وربطته بشكل أنيق كذيل الحصان وتلك عادة آبائي وأجدادي حيث يطيلون شعورهم بل ويجدلونها قروناً.

رأيته لأول مرة في بداية الألفين وخمسة حيث كنت امر ببعض التحولات الفكرية. كنت ذلك الوقت مهتما جدا بالكنفوشية وتراث كونفشيوس الديني والإصلاحي حيث يعتبر من اهم الاديان الوضعية التي تمثل برنامجا اخلاقيا واجتماعيا ونواميس كونية ذات وجاهة ومحل تأمل وتوقف لمزيد من التفكير وإجابات عن الكون بعيدا عن علاقة البشر بالسماء. في نهاية تلك السنة أطلقت ذقني وقصّرت ثوبي وواظبت على ثني الركب في حلقات المساجد بعد الفجر وآناء الليل وأطراف النهار.

بدأت الرحلة في مخيم التوحيد حيث الشباب الذين كان كثيرا منهم يحملون قلوبا طيبة لكن العقول مغيبة والبعض كان يعي مايدور حوله ثم مخيم الاحسان ثم مضيت الى أماكن وتجمعات اخرى وهكذا بدأت تتعمق علاقاتي مع الشباب المتحمسين حيث نجتمع غالبا بعد المساء في حلقات الذكر والوعظ ثم نتعشى جماعيا والاعداد دائما كثيرة.

في هذه الاجواء تقابل المتشدد والمتطرف جدا وتجد المتزن الذي يبحث عن الحقيقة والمتحمسين للجهاد ونصرة الأمة وقضايها. تجد من يُؤْمِن بفكر الدولة ويريد التقويم والإصلاح ومن يكفر نظام الدولة ولا يعترف اصلا بالأمم المتحدة ويعتقد ان كل دول العالم كافرة لا تحكم بما انزل الله ويجب قتالها حتى تغيير النظام السياسي.

حالتي المادية كانت ميسورة جدا فكنت ادفع كثيرا لمصاريف لا تنتهي وأساعد الاخوة تقرييا في كل شيء.

اصبح اسمي الشيخ دحام وفضيلة الشيخ احيانا اخرى الخ ...مما كان يتم اسباغه عليّ من ألقاب وتصنيفات في حينه من رفاقي حيث يقولون اني ناصر الدين أيضاً فقد كانو يجيدون الاستفادة من كوني اجيد الانجليزية لأشرح لغير المسلمين تلك الكتب التي كنّا نوزعها من مؤسسة الحرمين وأتذكر ان لم تخني الذاكرة انها شنطة سوداء تحتوي على بضعة كتب من التراث الديني كالصحاح وغيرها وكان أكثرهم فرحا بي أكثرهم تطرفاً وانغلاقاً والذين كانو اقدم هجرة لهذا الفكر وممن كانوا يهللون ويكبرون حيث يَرَوْن من كانوا يصفونه بالعلماني والمتأمرك والتغريبي في نهاية التسعينات الى (مطوع) رسمي ، لحية طويلة وثوب قصير ومحاضرات وندوات وتوزيع اشرطة ولقاءات خاصة بين النخبة من هذا الفكر و ( الفتوات).

كنت محب للخير والبذل ومساعدة الكثير منهم وبصراحة (مرخي خشم الريال) لأسباب عديدة.

ضايقت كثيرا من المقربين حولي وبعض أصدقائي حتى في مجالسنا الخاصة احيانا ،حيث كنت اعتقد انني ومن معي نمتلك الحقيقة ويجب تطبيق الدين كما نراه نحن وكما صوره لنا محبو سد الذرائع مما كان البذرة لهذا التطرّف الفكري الذي اجتاح البلاد والعباد في عام ١٩٧٩ م.

لن اذخل في تفاصيل كثيرة ربما ليس هنا مجالها او مكانها فسأكتب تجربتي كاملة اثناء اللحية الطويلة والثوب القصير كما هي دون زيادة لو نقصان ودون حتى نقد لتلك المرحلة وآثارها ونتائجها وسيكون النقد والمستقاد في كتاب اخر حين يتيسر الوقت.

رحلة لم تدم طويلا فلم تصمد كل افكارهم امام عقلي الذي كان يعمل ويفكر لذلك كان من الطبيعي ان نختلف وخاصة حين انتقد العوار الواضح في المنهج والتفكير وخاصة فيما يتعلق بقداسة الوطن حيث كان بالنسبة لهم ( ...).

في كل عدة أشهر كنت اكتشف حقائق موجعة واكتشف ان الكثير يملكون جماجم لكنها مفرغة من العقول ومحشوة بشيء اخر لكنه ليس العقل حتماً.

بعد اقل من عامين على هذا الانقلاب عمدت الى طبيعتي وبالتدريج الى المستوى من الحالة الانسانية التي كنت اعيشها سابقا قبل انضمامي لهذا النادي الفكري الذي يقصي الاخر حياً وميتاً بل انه يحل محل الرب احيانا حيث يعطي صكوك بالجنة والنار.

يا أصدقائي ان اكون كاتباً أقود صناعة رأي عام لما اعتقد ان فيه مصلحة وطني ومجتمعي وعلاقات السعوديين بالاخر بكل حرية وتجرد عاملا بجهد على التنوير وتثقيف العقل الجمعي والاسهام بما أستطيع في المشاركة بنهضة الوطن من خلال قلمي وأفكاري وقناعاتي أحب الي من اكون احد قادة الجهاد. ماتسمونه جهاد هو ارهاب ياسادة.

 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:43 صباحاً الأربعاء 30 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021