بقلم/ دحام الجفران العنزي
حملات شرسة قامت بها وسائل اعلام مهمة عالمية ،ذات تأثير كبير ونفوذ، تعرضت لها السعودية وقادتها أسابيع متواصلة ولازالت وان بدء النباح يخف قليلا. ينبغي ان نستفيد من دراسة هذه الحملة وكيف نتعامل معها كإعلام سعودي وشعب سعودي ونخب مثقفة أيضاً فيما لو حدثت مؤامرة اخرى مجددا.
الشعب السعودي واعي بما فيه الكفاية ليعرف ان العثمانيين الجدد سربوا معلومات تلك الجريمة الجنائية(التي يرفضها الجميع ) ليستبقوا التحقيقات السعودية الجادة التي من الطبيعي ان تأخذ وقتاً ، كل ذلك من اجل تشويه صورة القيادة السعودية في العالم الاسلامي والعربي على أمل ان يضيف ذلك شيء لأحلام المستعمر العصملي في أطماعه القديمة في السيطرة على المنطقة وخاصة في ظل الفراغ السياسي لدول كالعراق وسوريا وجزئيا لبنان واليمن وغيرها ممن لم يعد العرب يسيطرون على القرار فيها.
يلتقي المشروع الفارسي بقيادة خامنئي والملالي بأيديولوجيتهم مع العثمانيين الجدد بقيادة اردوغان ومن وراءه حريم السلطان في دول الخليج وبقية دول العالم. استغلال قضية جنائية ومحاولة تسييسها وابتزاز دولي سياسي متوقع في احلام الضعفاء. اليسار الأميركي يردح من شهر ونيف والاعلام الأميركي ايضا باستخدام ذات القضية بتصفية حساباته مع ترمب وبالتالي مع حلفاءه وأهمهم قادة المملكة.
الواشنطن بوست السي ان ان وكل المقروء والمرأي الغربي تقريبا والجزيرة وأيتام اوباما وبعض أعضاء الكونقرس ممن أرعبهم فكرة قيام سعودية رابعة قوية بما فيه الكفاية لتتجاوز خطوطهم الحمراء وتقترب من ان تكون ذات نفوذ لا يقل عن الخمسة الكبار في مجلس الأمن وهذا ما لايريده الغرب عموما واميركا تحديدا( الدولة العميقة التي تؤمن بالفوضى الخلاقة )وان اظهر الرئيس الحالي ترامب التودد لقادة السعودية من اجل مساعدته في ان تكون أسعار البترول دون المئة دولار وزيادة لإنتاج من اجل دعم الاقتصاد الأميركي. تلك هي الصورة الحقيقية .
الحليف الاميركي لا يمكن الوثوق به لدرجة كبيرة جدا لكن من المهم بقاءه حليف وليس عدو في المرحلة الحالية وربما يساعد ترامب في إيصال الرسالة لكونقرس اميركا ان الحقيقة التي ينبغي ان يفهموها ان السعودية هي الحصان الرابح وان الرهان في الشرق الأوسط ينبغي ان يكون على السعودية الجديدة وقائدها محمد بن سلمان وليس تركيا او ايران.
حاول الريال القطري الدخول على الخط باستماتة ودعم الخطة التركية الفارسية الغربية المتعمدة لتشويه صورة المملكة وقادتها وتحديدا محمد بن سلمان ولكنه لم ينجح الا جزئياً. سرعان ماتجاوزت المملكة وشعبها وقادتها تلك المحاولة القذرة. خادم الحرمين ووزير دفاعنا ولي العهد محمد بن سلمان أولئك هم قادة السعودية، كل من يحاول الاساءة لأحدهما وحربهما سراً ويدعي احترام وحب امام الملأ فهو مخادع متآمر كذاب أشر مثل قائد الحلم العصملي المدحور ورفاقه في حزب العدالة والتنمية وبعض علوج الكونقرس ومسؤلين غربيين قلة وقادة الملالي طبعا.
سمو ولي العهد يحظى بإحترام كبير لدى قادة الدول وصناع القرار فيها ومحبة كثير من شعوب العالم اعجابا برؤيته ٢٠٣٠ ودوره كمصلح ومجدد حارب التشدد ودعم الانفتاح والتسامح والحريات العامة وحقوق المرأة وان حاول اعلام اليسار الامريكي تشويه الصورة باختلاق الاكاذيب. وكالة المخابرات الأمريكية دخلت هي الاخرى على الخط حيث لا يزال جورج تنت مسؤلها الاسبق وبعض فريقه يحمل أحقاده على الامير محمد بن سلمان لأسباب مختلفة.
تسريبات اعلامية تحدثت عن نشر احد ضباط المخابرات المركزية الامريكية صوراً لأسامة بن لادن تعود لشهر يناير ٢٠١٢ في ولاية فرجينا الأميركية بينما أعلنت اميركا كلها انها قتلته في باكستان وتم رمي جثته في البحر أوائل "2011" !
السي آي أي يبدو انها انشغلت بهذه اللطمة وعرفت ان خاشقجي لا يملك مايريدون لذلك انسحبوا من إكمال التسريبات التي تحاول الإيحاء ان ولي العهد أعطى الأوامر بقتل خاشفجي وليس نائب رئيس الاستخبارات وكل ذلك ابتزاز سياسي لعل ولي العهد لاحقا يزودهم بما يريدون من معلومات اعتقد وظنوا ان خاشفجي يحملها كونه صديق لأسامة بن لادن ويبدو انه من خلال تلك العلاقة المعقدة التي تربط خاشقجي بالاخوان المسلمين وان لم يصرح قادتهم بذلك علنا وبالتالي العلاقة الخاصة بين الذراع الجهادي لحركة الاخوان المسلمين وهي القاعدة التي اصبحت داعش تحت قيادة المتطرفين ذوي الاصول والولاء لروسيا ممثلة بالبغدادي وفريقه والتركي الجولاني وفريقه تكت مسمى جبهة النصرة وقائدهم الظواهري الذي انقسم صبيانه في ولاءاتهم حين قلبو عليه ظهر المجن في الخلاف الشهير بينهما.
هذا التسريب الذي لم يتم تداوله على نطاق واسع بل واختفى اعتقد انه جعل وكالة المخابرات الأمريكية تبلع لسانها وتنشغل بترقيع تعاملها السري مع قادة الاٍرهاب وتترك التسريبات ضد قادة السعودية ومحاولة ابتزازهم. السعودية وقادتها يحاربون الاٍرهاب ولم يكونوا جزء منه يوما.
ككاتب رأي ومحلل سياسي اعتقد ان هذه هي الصورة من وراء ذلك لكل هؤلاء الأطراف. انا لا امثل الحكومة السعودية ولا اعبر عن رأيها او رأي قادتها بالطبع ولكنني أستطيع ان اعبر عن رأيي ومن يرى رأيي
ككاتب رأي وصانع رأي لنقول بصوت عالٍ بيننا وبينكم قمة مجموعة ال 20 للدول الاقتصادية الكبرى في الأرجنتين. سترون أيها الأعداء كيف ان السعودية تحظى باحترام قادة العالم وتشارك في صناعة مستقبله الاقتصادي والصناعي ايضا وسترون ان الحلم السعودي المتمثل في ولي العهد محمد بن سلمان سيبقى شامخاً مثار فخر للسعودين يتشرف كل من يمثل بلاده من القادة بالسلام عليه وطلب مودته والحرص على علاقات متينة مع بلاده السعودية العظمى كونها مهبط الوحي والرمز الديني حيث مكة والمدينة وربع احتياطي النفط العالمي وقوة انتاج وثروات ومعادن لم يتم استغلالها بعد تعتبر نفط آخر وجغرافيا بحجم قارة وشعب سعودي يمثل الشباب فيه (والذي يحظى محمد بن سلمان بشعبية جارفة بينهم) اكثر من ٧٠٪ تحت سن الثلاثين.
وجود قادة كبار مثل محمد بن سلمان مع وجود تلك الإمكانيات لابد ان يجعل قادة المشروع الفارسي والعصملي يعملون وبسرعة للقضاء على هذا العملاق السعودي الذي سيجعل انقرة وطهران تحت عباءة نفوذه وهذا ما يحدث فهم يعملون ونحن نعمل وبيننا وبينكم الأرجنتين.
حلم السعودية ومستقبلها MBS كما يسميه الغرب كان في ضيافة المحزم المليان بن زايد ثم للبحرين ومن ثم في طريقه لتونس ومصر وبعد اقل من ثلاثة ايّام سيتشرف قادة الدول العشرين بحضوره ومشاركته في صناعة مستقبل الاقتصاد العالمي ممثلا لبلاده السعودية العظمى يقف خلفه شعب مؤمن به وبرؤيته وأحلامه وطموحاته التي نسعى معا لتحقيقها للداخل السعودي وأوروبا جديدة في شرقنا الأوسط.
محمد بن سلمان كما هو رجل حرب حين حين تقرع طبولها وتفرض عليه فهو فارس سلام ايضا وصانع سلام وحريص كقادة المملكة على السلام العالمي والاقليمي وسيرى العالم كله كيف ان على يديه سيتم صناعة ورعاية وحفظ السلام.