بقلم/ هبة عبدالعزيز
فإذا تحدث أصحاب القديم عن التجديد ... هدا الحديث الدى بدأ مبكرًا منذ القرن الثالث الهجري، لم يبق بعد ذلك مقال لقائل ولا اعتراض لمعترض ولم تعد فكرة التجديد بدعًا من الأمر يختلف الناس حوله ... فتخسر الحياة ضحايا من الأشخاص والأعراض والأوقات مما ينبغى أن تدخره هذه الحياة لتفيد منه في ميادين نشاطها , ولا تضيع الوقت والجهد في تلك المهاترات التي تكثر وتسخف حول كل ( محاولة جادة ) لدفع الحياة الدينية أو الحياة الاجتماعية إلى (ما لابد لها منه) من (سير وتقدم وتطور ووفاء بما يجد دائما من حاجات الأفراد والجماعات).
هكذا تحدث الشيخ الجليل والاستاذ والمعلم والرائد "أمين الخولى" فى كتابه " المجددون فى الاسلام" والذى قدم من خلال سطوره نموذج عظيم للانسان والمفكر والمواطن.
وكنت قد حدثتكم الاسبوع الماضى عن أهمية تسليط الضوء على نماذج كتلك من فكر أجددنا, وشددت التأكيد على أننا فى أمس الحاجة اليوم الى احياء فكرها وافكارها, للاستلهام من مخزوه ومناهجه فى صناعة النفوس وتوجيه الضمائر وبناء القيم, وخاصة فى ظل ما نواجهه من مشاكل و تحديات كبرى تمس حياتنا اليومية, يعود معظمها بكل آسف - سواء بشكل مباشر أو غير مباشر- الى نوعية الخطاب الدينى الموجه وتفسيراتنا للنصوص المقدسة, مما يؤثر بدوره على هويتنا ومكانتنا الحضارية والعلمية بين الامم, بل ويتأثر أيضا به استقلالنا السياسى والاقتصادى.
ولا هنا نستطيع غض الطرف عن تعالى أمواج العولمة الأمريكية التي تهدد الخصوصيات الحضارية بشكل عام ،وتكاد تفقد العالم الإنساني تعدده وثراءههدا من ناحية, ومن ناحية آخرى ارتفاع حدة الموجه الموجهة لتشوية صورة الاسلام والمسلمين, حتى وصلنا الى لحظة بائسة ارتبطت فيها عبارة "الله أكبر" عند الكثير من غير المسلمين بكل آسف - وساقولها وكلى حزن شديد - بسفك الدماء والاعتداء على الآخر.
فهل يعقل ذلك يا أمة الاسلام !!!؟؟؟ وكيف لنا أن نتعامل مع الامر وكأنه قضية ثانوية بهدا الشكل المقلق والمخيف!!!!؟؟؟؟؟
لذا فالدعوة الى التجديد أو التحديث وبخاصة فيما يتعلق بالخطاب الدينى والتى كانت قد نادت بها القيادة السياسية منذ عدة أعوام , ولازالت تفعل ليست برفاهية بحال من الاحوال, بل انها باتت ضرورة ملحة, فحاجاتنا الى تجديد أسس ومعاملات خصوصيتنا الثقافية فى تلك الجزئية أصبحت أكثر الحاحا من ذى قبل, ولا أجد مبالغة فى قول أن ذلك يعد الآن فرض وواجب على كل مثقفى مصر والعالم العربى, نعم فرض أن يراجعوا خطابنا الدينى وتفسيراتنا للنصوص وتراثنا ولغتنا وآدابنا.
وقد يبدو لكم الان بصورة أكثر وضوحا لمادا وقع اختيارى على رائد التجديد شيخنا الجليل "أمين الخولى" فى تناولى لهدا الموضوع الحيوى, وهو القائل : " ان أول التجديد هو قتل القديم بحثا وفهما ودراسة", حيث ان لم يع المجدد الماضى ويحيط به فسيكون بغير بوصلة صحيحة ويصبح تجديده تغريبا وتبديدا.
ولحديثنا بقية ......