بقلم/ نانا السقا

تعودت شوارع جدة ومنعطفاتها. لسنوات عديدة على وقع خطواته منذ الصباح الباكر في جولات يومية. متفقداً. منتقداً. موجهاً. ومنفذاً. ومحفزاً.
إنه الرجل الذي كانت جدة أكبر همه والكورنيش غايته.
كان كل هدفه تطوير جدة وجمالها .
ذلك هو معالي المهندس محمد سعيد فارسي رحمة الله.
أمين. بلدية. جدة. سابقآ الذي فقدته جدة اليوم. تاركاً بصماته الهندسية والجمالية في شوارعها وميادينها وطرقاتها
التي أصبحت اليوم عنواناً للحداثة والنظام.
كان رحمه الله عنوان للكفاءة والعلم والذوق.
كان فناناً ويكفي انه أول من جعل من كورنيش. جدة قبلة للأسر والزائرين. يستمتعون بنظامه البديع ومرافقه الحيوية
جعل المواطن والمقيم يستمتعوا في معانقة البحر بعد أن أزال البنايات التي كانت تحجبه. فأصبح البحرالأحمر بأمواجه الزرقاء ملكاً للجميع.
وقد كان لي شرف اللقاء به في بيته بجده وذلك أثناء رئاستي القسم النسائي بصحيفة المدينة. لمست فيه حبه الصادق لمدينة جده.
كان إنساناً كريماً طيباً قبل أن يكون مسئولاً. .
اليوم تودعه جده ويودعه الكورنيش بصمت وحزن ويختلط حزنه بدموع بحر جده. مودعاً رمزاً من رموزها.
نسأل الله سبحانه وتعالى له الرحمة والمغفرة.
وانا لله وأنا إليه راجعون