هو مثلٌ باللهجةِ العاميةِ الدراجة ، يُمثلُ واقعاً نعيشهُ في هذه الفتره .
أصبحت المسميات تُرمى من اي شخصٍ
وعلى اي شخصٍ ، دُونَ سببٍ يُذكر !.
وأصبحَ عامةَ الشعب هم شقراءُ الخيل ، التي تسيرُ مع القطيع ،
وترددُ تلك المسميات دون وعيٍ بها !.
قال : فُلان متشدد !!
قلتُ : لماذا هو متشدد ؟
قال : لانه محافظٌ على الصلوات الخمس مع الجماعة ،
ولأنه ملتحي ومقصراً ثوبه ومطبقاً للواجباتِ والسنن ،
ولأنه لا يغتاب ولا يستمعُ الغناء .
إذاً فهو متشدد !!
قلتُ : وما حالُ فلان ؟
قال : فلان ليبرالي !
قلتُ : ولماذا صنفتهُ على أنهُ ضمن ذلك التيار ؟.
قال : لأنهُ يطالبُ بتعليمِ الفتيات وتوظيفهم ، ولأنه يطالبُ بعدم استنقاصِ مكانةِ المرأه وتهميشِ دورها في المجتمع ،
ولم يتوقف عند ذلك فقط "
بل قال أنهُ مؤيدُ لقرارِ قيادةِ المرأه كذلك ،
فحق عليه القول انه ليبرالي !.
قلتُ : وانت غَيْرَ مؤيدٍ لقرارِ قيادةِ المرأه ؟.
قال : نعم ، انا غَيْرَ مؤيدٍ لذلك القرار ،
واتبعَ اجابتهُ مسرعاً بسؤالٍ ..
فقال : هل اخبرك من تبنى القرار وناضلَ من اجلهِ حتى اصبح واقعاً نعيشهُ ؟
قلتُ : من ذلك يا تُرى ؟.
قال : مسؤولٌ تغريبي !.
قلتُ : وكيفَ حكمتَ عَلَيْهِ بذلك ؟.
قال : لانهُ يسعى جاهداً لمحاكاةِ تطور الغرب في الصناعة والتعليم ، ويستعينُ بفكرٍ خارجي لتطوير الدولة ،
ويسعى لترسيخ مبدأ التعايش في مجتمعنا .
إذاً هو تغريبي !.
قلتُ : وماذا عني انا ؟
قال : اتضحَ لي انك زنديق !.
قلتُ : ولماذا حكمتَ علي بذلك ؟
قال : اثناء النقاش اتضح لي إِنَّكَ لم تقتنع بكلامي وتصنعتَ ملامحُ الاقتناع ،وذلك اظهارٌ لخلافَ ما تُبطن .
إذاً انت زنديق !!
قلتُ : ( بنبرةٍ ساخرة ) وماذا عنك انت ؟
صمتَ قليلاً ثم قال : انا شخصُ أطبق الدين وغيرَ مختلٍ فيه !.
قلتُ : أليس من الدين المحافظةِ على الصلاة مع الجماعة ؟
الم يأتي الدين حافظاً لمكانةِ المرأه وكاملِ حقوقها ؟
أليس من الدين اسعيُ لتطور والاخذُ بالقدوةِ الحسنة ؟
الم يُحرم الدين المنابزةَ بالالقاب ؟
اذ قال تعالى ؛
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾
فأيُ دينٍ هذا ؟
الذي يجعلُكَ تستنقصُ الناس ، وتطلقُ عليهم المسميات ، وتنزهُ نفسكَ من كُلِّ عيبٍ وخطيئة .
هل انت ملاك ؟
او انك من خرافةِ شعب الله المختار !.
في اعتقادي انك لا هذا ولا ذاك ، انت ضحيةُ فراغِك وبحثِكَ عن شُغلِ ذلك الفراغ ولكن بشي الخطأ ،
انت من يحقُ لمجتمعنا إطلاق المسمى عليك ،
وتسميتُك ... يا جاهل !.