• ×
الإثنين 28 شعبان 1444 | 1444-06-23
د.فاطمة الزهراء الأنصاري

أعظم وعاء

د.فاطمة الزهراء الأنصاري

 0  0  8497
د.فاطمة الزهراء الأنصاري
بقلم د.فاطمة الزهراء الأنصاري

أثبت العلماء في العصر الحديث بأدلة وبراهين أن الذي يحدد جنس المولود هو الأب وليس الأم
ولكن ارسطو سبق علماؤنا بفكرة تتمحور أن بذور الرجل هي الأساس في تكوين المولود وأن المرأة مجرد وعاء بارد.
ولم تختلف نظرة العرب قبل الإسلام عن نظرة ارسطو فما المرأة إلا كالأرض لزارعها تنبت مابذره فيها ويدلنا على ذلك قصة تناولتها كتب التاريخ بأن رجل يدعى ابوحمزة هجر زوجته عندما وضعت بنتاً وأصبح يبيت عند جيرانه الى أن مر بها يوماً وسمعها تقول لابنتها
ما لأبي حمزة لاياأتينا
يظل في البيت الذي يلينا
غضبان ألا نلد البنينا
تالله ماذلك بأيدينا
وانما نأخذ ما أُعطينا
ونحن كالأرض لزارعينا
ننبت ماقد زرعوه فينا
فندم أبوحمزة على هجر زوجته وعاد يقبل رأسها -ياسلام انتهى الكلام-
على مر الزمان كثير من الأمهات ظُلمن مثلما ظُلمت زوجة ابوحمزة هجرهن أزواجهن لأن خلفتهن اناث وتحملن عناء ومسئولية تربية بناتهن بمفردهن موصومات بجريمة وهمية لأنهن كنّ أوعية لبذور رجال سفهاء تفكيرهم محدود يخطئون ولا يدركون ماهم فاعلون معترضين على مشيئة ربهم وما اراده لهم.
في كل مكان وزمان تنوعت أشكال الظلم الواقعة على الأمهات
فكم من أمهات وقع عليهن ظلم بسبب الطلاق فإما حرمان من الابناء ، وإذا تحملت حضانتهم تلاقي مذلة وإهانة من الأقرباء.
وكم من أمهات ظلمهن المجتمع فهذه أم عاملة لا تجد مكان تضع فيه أطفالها وأخرى لا تستطيع أن ترعى ابنها المريض بسبب ضغط العمل وتلك التي تغيب ساعات طويلة لأنها تعمل في أكثر من وظيفة لتوفير معيشة افضل لأبنائها
أما أقوى وأعنف ظلم يقع على الأمهات هو الذي يصدر عن الأبناء فالتقليل من شأن الأمهات ظلم لهن، كلمات التعنيف والتوبيخ ظلم لهن ،الأنانية وتفضيل الذات طلم لهن.
إن الأم االتي عانت في الحمل والولادة ورعاية أبنائها بسعادة ، لا تبخل بالجهد والوقت والمال ، وتقدم ابنائها على نفسها في كل حال من الأحوال ، لا تنتظر مقابل ولا رد جميل
تستحق أن يرفع الله قدرها ويعظم أجرها
خلاصة القول باجماعة .. سلام ورحمة على الأمهات الأحياء منهن والأموات


بواسطة : د.فاطمة الزهراء الأنصاري
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:43 مساءً الإثنين 28 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021