بقلم/. ( لواء م / طلال محمد ملائكة
*أجزم بان كلمة تكفى تعني الكثير ولها مدلولات عميقة .
*قبل عدة سنوات كتبت 3 مقالات متسلسلة ومتتالية في صحيفة الحدث الاليكترونية بعنوان (وطننا جميعاً سنة وشيعة 1-2-3) حينما كانت رسائل الكراهية حيال المذهب الشيعي تتداول بكثافة في الوسائل السوشيلية وفي معظم وسائل الاعلام التقليدي .
* أوضحت فيها خطورة الفتنة الطائفية واهمية الوحدة الوطنية وضرورة التعايش مع بَعضُنَا كما وأهمية التعايش مع العالم بمختلف دياناته ومذاهبه. وحدث ماحدث من هجوم علي وانتقاد وتشكيك بوطنيتي وعقيدتي ..كل ذلك بسبب أنني لم أؤيد تلك العمليات المسماة حينذاك بالعمليات الاستشهادية ولم احقد على اخواننا الشيعة . لم ألتفت لهجومهم فقد أعلنت كلمتي وأكملت مشوار حياتي .
*والان مارائكم وكيف الوضع التعاملي مع اخواننا الشيعة في الوطن وفي العراق بالذات ؟ هل لازال الاحساس والشعور هو نفسه ؟ سبحان مغير الأحوال !
*عموماً مرة اخرى أجد نفسي بما أعتقد أنه يتعدى ادراك وفهم البعض فهذه المرة أنبه من نفس منطلق الحس الامني السابق والحالي ولكن لموضوع أخر ليس بعيداً في خطورته عن السابق وللاسف انني تلمسته على الواقع بانتشاره بيننا وأقصد بذلك موضوع العنصرية المقيتة ( الشعبوية).
*قبل شهرين وجدت نفسي أدخل الى مستنقع العنصرية والذي يحوي في قاعه تيارات عفنة لقضايا النعرات والتمييز بكافة أنواعه . ووجدت نفسي أعيش وسط روائح نتنة وعفنة كما روائح القبور حين تُفَتَحَ. نعم كل كل ذلك الشحن والبغضاء والنتانة وبث الكراهية وجدت روائحها في تويتر ووجدت عجب العجائب فقد وجدت مايلي:
١)- مجموعات من رجالات ونساء الوطن يدعون الوطنية ويدعمون بعضهم البعض من خلال ريتوات تغريداتهم يتراشقون الكلام والسباب والقذف والهمز واللمز ويقذفون بالاتهامات هنا وهناك حول مسائل لا علاقة لها بصميم مفهوم الوطنيةمثل ( المزمار -الغبانة -العمامة - التجنيس -الشُماغ-الغُترة -العقال -اللهجة -انواع الطعام -...الخ )ويتجادلون بسخافة وتفاهة حول أصول تلك الأشياء والتي في رائ لا تساوي ذرة في ثقلها من هوية الوطن ويحاول هولأ الاشخاص طمس الهوية التراثية الأخر ( ملاحظة :من حق كل مكون ان يعتز بتراثه الثقافي وهوية مكانه ولكن ليس على حساب تراث وثقافة الاخرين ).
٢)- البعض منهم لاشك في انهم محبين للوطن ومن ذلك المنطلق يطالبون بالسعودة والتوطين ( هذا شئ كلنا نؤيده ) ولكن حين تقراء مايلي مطالباتهم تجد رائحة التحريض على أخواننا المقيمين من جنسيات مختلفة وتكتشف أن هناك نَفَسّ عنصري خلف تلك المطالبات المتسترة برداء الوطنية ..علماً أن الدولة تعمل بكل اقتدار في ذلك مراعية اعتبارات عدة قانونية ودولية .
٣)- هذه المجموعات وبعملية مسح سريعة تعدادها ما يقارب أل 20 -40 فرد او مُعرف وهم يتزعمون قيادة الرائ وبث الكراهية ، ويبلغ عدد متابعين كل شخصية مابين ال 100 ألف وال 5 ألف ( يمكن حصرهم في ظرف يومين وبالادلة )أما عددالاتباع فحدث ولا حرج. والخطر أن بعضهم يعملون في قطاعات الدولة ويبثون أفكارهم الخبيثة تلك والبعض يدعي علناً أنه مسنود من الحكومة ويعمل بتوجيهاتها .
*للاسف وجدت أن هناك شخصيات بارزة من دكاترة وأعلاميين يتابعونهم دون بت أي كلمة حق وكانهم كالأصنام (ملاحظة: لاحظت أن هناك مُعرفات مشبوهة وأحتمالية من انها من " قطر-تركيا-لبنان -اليمن .. الخ).
*لقد قامت ادارة تويتر بحجب العديد من هذه المواقع العنصرية وهي محقة في ذلك لما تبثه من كراهية وحاول هولأ العابثين الاعتراض ومحاولة أثارة الرائ ضد تويتر (ملاحظة :جميع ذلك موثق كما يمكن الرجوع لذلك) .
٤)- وهولأ الاشخاص يسعون لأثارة موضوع التجنيس والجنسية وفتح ملفاتها وفتح ملفات الجاليات المقيمة في المملكة ( البرماوية -الافارقة ...الخ ) غير مدركين ان هذه الملفات ساخنة وهناك قوانين دولية في التعامل مع كل ملف وينسون ان الدولة تتعامل بكل أقتدار مع تلك الملفات ومنذ ٦٠-٥٠ سنة كما انهم يهاجموا اخواننا اليمنيين-السوريين-اللبنانيين -المصريين-الفلسطنيين ..الصوماليين الخ .
٥)-أثارتهم موضوع الأصل والتقليد ونحن المكون الاساسي فنحن الأصل وانتم التقليد وانتم الدخلاء وأنتم الوافدين والمجنسين والمستوطنين واثارت النعرات القبلية مع بعضهم البعض .هناك هاشتاقات تم إنشائها من تلك المجموعات لهذا الغرض تدعي انها تدافع عن هوية الحجاز .
٦)-أستخدامهم لغة بذيئة وسباب وقذف ومفردات عنصرية وعصبية وطعن في الأنساب ( لا لن اذكرها ففيها تجريح )ووصل الامر الى حد التخوين حتى و باتهام الفئة المستهدفة( المجنسين والوافدين والمستوطنين )بالعمالة وان هولأ المجنسين والوافدين يسعون الى تدويل الحرمين الشريفين وفصل منطقة الحجاز ( يوصموا الطرف الاخر بالخيانة والعمالة ) وهذا أمر خطير جداً جداً فهم بتهورهم وقلة أدراكهم يؤكدون مطالبات الاعداء ويتهمون أبناء الوطن بتهم خطيرة تصل عقوبتها للإعدام .
٧)-تسخيف البعض منهم للمنظمات الدولية والمطالبة بتسفيه قراراتها وكاننا نعيش في عالم أخر وهم لا يدركون أن العالم يتابع. فقبل اسبوع ال BBc تطرقت للعنصرية وهاشتاق السناب الامني .
*لماذا أعتقد ان الموضوع أعلاه خطر :
*هذه الأفعال تنمي وتأصل الكراهية والبغضاء مابين مكونات وعرقيات الوطن وتجعل الانتماء للقبيلة وللجماعة فقط وليس للوطن وهذا خطر على الامن الداخلي.
*تنشئة النشئ من شبابنا وشاباتنا من مختلف مكونات المجتمع على العنصرية وكره الاخر وهذه خطر على امن الدولة وتبعيات ذلك تظهر بعد فترة من الزمن .
*شعور الفئات المستهدفة بالإرهاب الفكري العنصري فتشعر بالاستضعاف والفئوية وبالتالي يصبح أحساسهم بانهم أقليات وغير مرغوب فيهم وهذا أمر خطير على استقرار الوطن .
*تفكيك الجبهة الداخلية وهذه بدوره يساعد أعداء الوطن على أختراق والاستقطاب .
*تشويه سمعة الوطن أمام الرائ العام العالمي .
*أقول لهولأ المتزعمين للتمييز بكافة أنواعه وبث كراهيتهم وعنصريتهم مايلى :
*أنكم تدعون بانكم وطنيين و حريصين على الوحدة الوطنية ..فلماذا تصرون على أنكم الأصل والبقية دخلاء ؟ أليس الكل تحت هوية وطنية واحدة منذ تأسست الدولة السعودية قبل 100سنة .ألسنا شعب واحد كما يردد ولاة الامر في خطبهم .
*لماذاتستخدمون مفردات ( المجنسين - بقايا حجاج - طروش بحر-وافدين ووو ) وتصرون على المناطقية والحدود جغرافية لكل قبيلة وكان الوطن مقسم كاونترات .
*لماذا تهاجموا المقيمين وبلغة حاقدة وعنصرية وكراهية ونعتهم بالفاظ قذرة وكأنهم نكرة ! وتكررونها لترسيخها . مبررين ذلك بانكم وطنجية وتسعون لتوطين الوظائف .نعم لتوطين الوظائف ولكن ليس بتلك اللغة .
*الاشكالية أنكم تدينون بالإسلام كشكل ولكن ليس كسلوك فيما يخص التعامل الانساني مع البشر! والاشكالية أنكم تعلمون النصوص الشرعية والتي تنهى عن العنصرية والتعصب والتمييز ضد كائن من كان ! والاشكالية الاخرى أنكم تعلمون خطورة العنصرية والعصبية! ولكن !
*لتعلمون يا هؤلاء ان الدولة السعودية قامت منذ نشأتها ووحدة الارض بِجَمع جميع من كان على تراب خارطة هذه الدولة تحت هوية وطنية واحدة والوطن للكل والكل للوطن ولا حدود مكانية لاي فئة او قبيلة او عرق او طائفة ويكفي ماحدث من قضايا جنائية خلال العقود الماضية في ذلك .
المطلوب :
*اتخاذ اجراء سريع من قبل الجهات الأمنية باستكمال اجراءات التحقيق النظامية مع هذه المجموعات .مشكورين على ماقاموا به من توعية عن خطورة العنصرية .
*على الجهات التشريعية أصدار قانون واضح وصريح ومفصل يجرم التمييز بكافة أنواعه ويجرم التحريض وبث الكراهية .مشكورين على فقرة عقوبة ( أساءة الآداب العامة ).
*تبني حملة أعلام توعوية ضد بث الكراهية وخطورة العنصرية على الوحدة الوطنية .
*أن نقف جميعاً ولا نكون سلبين ضد هؤلاء الاشخاص سواءً كانوا من الداخل او من الخارج ولا نبرر لهم ولا نتركهم يبثون سمومهم وفتنهم بيننا .. و نرد عليهم بأدب وبحكمة و تقديم بلاغات ضدهم للجهات الأمنية والإبلاغ عنهم في تويتر .. وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهذا الوطن الغالي . حفظ الله بلاد الحرمين