• ×
الثلاثاء 29 شعبان 1444 | 1444-06-23
فارس محمد عمر

إسمي (مقال)

فارس محمد عمر

 0  0  7205
فارس محمد عمر
بقلم / فارس محمد عمر



كان لي من قبل أن يعرفني بشر، أُنادى به يوم العرض أمام من اختاره أولا وأحياني مرات جل جلاله، لا يعدِلُه ولا يُغني عنه حروفٌ وكلمات قبله وبعده. إسمي شأني وذاتي، ولدتُ ونشأت وأموت به، لا أبالي بغيره.
أنت تهتم أن تناديني بغير اسم وضعه خالقنا في اللوح المحفوظ من قبل أن توجد أنت وأنا؟ إن فعلتَ فلن تزيدني سرورا بل تعجباً من غفلة، وإنكارا لذهول. علماء وأفذاذ كانوا ينادَون بأسمائهم مرات وبكنياتهم مرات وما عبأوا. وأنت يا صاحبي إن طلبتَ أن تُنادى دائما بلواصق قبل اسمك أو بعد إسمك أو بغير اسمك ولا تقبل بغير ذلك فسأفعل ولكن كلما أفعله أكون نافرا متعجبا.
إحترام؟ وهل نحن نتسابّ؟ أوليس ما بيننا إلا الاحترام في المعاملة؟ أوننسى أعواما ملؤها أدب ولطف فنختزلها بتفاصيلها وجمالها في أحرف تضيفها لاسمي وأضيفها لاسمك فنثقل على أنفسنا؟ يا للعجب! أوَتراني أتركُ المودة والعشرة لأنظر كيف تناديني وأجعله وحده مؤشر الصلة بيننا؟ أنقبل بحواجز لا تكون معها أنفسنا شفافة لنا ولا لبعضنا فنعدُّ على بعضنا الكلمة؟ وهل تظنني أُصعّر خدي فلا أرد إن كلمتني أنت وغيرك باسمي؟ محال محال. سجناء حواجز العادات لسنا بحاجة لإثبات ما بيننا أمامهم. قصورهم عن إدراك الاحترام بيننا وتفقّد أحدنا للآخر هو شأنهم.
أخي في الدين والقربى والرحم والإنسانية: إسمي واسمك ليس عاراً أن يُذكر وحده أحيانا. إبتهجَت به ألسُن والدينا من قبل، هو فخر وشخصية وعزيمة نداء وتلبية وذات كريمة فوق القشور، وهو ثابت منذ برأ مولانا الأرض وبعد أن يرثها، وإن كنت ترى اسمك عيبا تخشى ذكره، فانا احب اسمي وأفضله على كل سابقة له ولاحقة. ولا يضرني البتة مناداتك لي بمقدمة لاسمي أو بكنية لي، لكني لا أقابل قلقك بمثله إن لم تفعل، لا والله ولا حتى وإن أنت وُلدتَ بعدي بسنوات، فأنا لستُ خيرا من قدوات أضاؤوا التاريخ ونودوا بأسمائهم. أكره الظن أنك تهتم إن خاطبتك باسمك أحيانا. ما أسعدنا في بساطة أحاديثنا وفي منا جاتنا بلا تردد ولا توجّس لا يلِذُّ ولا يطيبُ بين راشدين وأخلاء.
صعب؟ فادخل عالم مراجعة النفس وتقديم العقل على السفاسف. تعرّف على غلوّ تغلفه أوهام براقة. إن فعلتَ وجدت طمأنينة لذيذة وحياة أوسع من الإدرك، وعلوت بذاتٍ تنزهت عن أثقال قاتمة إلى جو تتنفسه براحة ومتعة. تذكّر ألا أحد يحرّم النداء بكنية وبمقدمة وبلقب ويرفضهم، لكن لا أحد يقدر أن يدعي وجوب ذلك ويجعله وسواسا. المناداة إن تغيرت بيننا ساعة وساعة فليست نهاية حياة ولا مصيبة المصائب بل تأكيداً لتواضعنا وتفاهمنا الذي لا تعكره عقد طفولية. كم تنادى أقوام بتكلف وقلوبهم شتى، وكم تصارح وتبسط أقوام في أحاديثهم وهم متفاهمون رحماء بينهم.

بواسطة : فارس محمد عمر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:59 مساءً الثلاثاء 29 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021