كان الكرم مِن أبرز الصِّفات في العصر الجاهلي،،
بل كان العرب يتباهون بالكرم والجُود والسخاء، ورفعوا مِن مكانة الكرم، وكانوا يصفون بالكرم عظماء القوم،
وأشتهر بعض العرب بهذه الصفة الحميدة حتى صار مضربًا للمثل، ونذكر بعض النماذج مِن هؤلاء الذين اشتهروا بفيض كرمهم وسخاء نفوسهم، ومِن أولئك حاتم الطائي، كان الطائي مِن أشهر مَن عُرِف عند العرب بالجُود والكَرَم حتى صار مضرب المثل في ذلك.
الذي ذبح فرسه لجارته الجائعة وأبنائها بليلة باردة في سنة قحط
أقشعرت لها الأرض وأغبر أفق السماء.
لنعود للكرم وماذا كانت منزلته في الإسلام وسأكتفي بدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية مقدما قصة سفانة بنت حاتم الطائي وأخوها عدي وجماعتهم من طيء عندما افرج عنهم النبي صل الله عليه وآله وسلم وأثنى على أباها وقال قولته المشهورة لو كان أباك مسلما لترحمنا عليه.
كنت قد أقرأ القرآن ذات يوم ومرت آية من الآي الحكيم وأعدت القراءة للآية مرات عديدة وأصبحت أتفكر بحكمة الله سبحانه وكيف إذ سخر أناس تستضيف اناس ليبين لنا جمال مايريد وصفه قولا وفعلا بتدبيره لحركة الملائكة والانبياء.
قال تعالى:
{فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ}
وقوله:(فراغ إلى أهله)أي: انسل خفية في سرعة ،(فجاء بعجل سمين)أي: من خيار ماله.
وفي موضع آخر وجدت وصف اخر ايضا لطريقة الضيافة قال تعالى
(فما لبث أن جاء بعجل حنيذ) أي: ذهب سريعا ، فأتاهم بالضيافة، وهو عجل أي فتى البقر، حنيذ أيمشوي شيا ناضجاعلى الرضف، وهي الحجارة المحماة.
وصف الله تعالى كيفية تقديم المائدة واثنى على الطهي لانها كانت ولازالت من أفضل الطرق في تقديم الولائم وتحتاج جهد كبير في نضجها.
أمتدح الله سبحانه في القرآن الكريم أهل الكرم وأثنى عليهم ووصف حالهم مع الضيف وطريقة تقديمهم الوليمة له بلا عرض او إذن مسبق او سؤال الضيف!
وصف جميل لطريقة إختيار الذبيحة وكيفية تقديمها للضيف.
وكل هذا ثناء على أهل الكرم بغاية الجمال والله جميل يحب الجمال وهل هناك أجمل من وصف الله للكرم وأهله ، كلا وحاشا.
المجتمعات مليئة بكل الأطياف والأعراق ولايخلو كل مجتمع من الإيجابي والسلبي وعلينا أن ننقد السلبيات حتى لاتستفحل وتصبح من المسلمات.
فلا يعترضني متحذلق ويقول ما شأنك بهم بل قد يكون هو منهم وبحجة النصيحة يجعل نفسه في منطقة المحايد والنأي بالنفس!
لا يا عزيزي
نحن ننتقد المسيء القادر لا المحروم الضعيف! ووالله ان كثير من المحرومين أكرم من القادرين.
فالبخل عادة ذميمة خسيسة يتبرأ منها العرب قبل الإسلام
والكرم من شيم الشرفاء عرب أم عجم والقرآن الكريم أثنى على الكرماء.
والنبي الذي لاينطق عن الهوى استعاذ من البخل.
فهل هناك مايبرر ترك الناقص يلبس لبوس أهل الشيم!
قد يسكت عنه الناقد إذا أحتفظ بشيء من ماء وجهه والتحف بعيدا عن أنظار المجتمع ولكن إذا لبس عباءة الوجاهة وهو قبيح التاريخ فهذا لا يصمت عنه كل ذي عقل بل يستحق الردع احقاق للحق ولتنبيهه وإبلاغه بمعرفة قدر نفسه حتى لاينظم الكلم والشعر مدحا بنفسه وأهله وهو أبخل من كلبة يزيد! ولم يعرف له أو لأهله بيت او دار!
وعلى هؤلاء ان يكفوا عن التملق والدعوات الممجوجة الكاذبة،
البعض منهم عندما تدعى لمأدبة ما وقد قابلك صدفة في ذلك المكان لايتعرف عليك الا بسلام بارد ويبتعد عنك حتى لايكون محط نظرك سائر الوقت والبعض الاخر قد اتى بك القدر لبابه وظنك الحسن جراء ما وقع بينكما من ألفة ومحبة ومسلسل من الدسم عندما كان طريقه يحف باب بيتك، أو ذاك من قابلته صدفة في دائرة حكومية او مؤسسة ما. فيأتي يريد ترقيع الموقف ويجيء لك بدعوة سخيفة مستخدما كل تعابير ومصطلحات التصريف وهو على عجلة من أمرة فيعرض عليك عرض الهارب الذي يريد الإفلات مستعد لأي إشارة منك توحي بأنك منشغل ورافض الدعوة ثم ولى عنك يعض ذيل خيبته بأسنانه وعينه على الباب. وانت تهز رأسك متأسف على حاله وقد أصابك ذهول من روعته عند قيامه بالعرض الذي ولد ميتا حيث دعوته الفاشلة فتشكر الله على انك اعتقته لوجهه تعالى، فسلم من تلك المصيبة التي كادت ان تقع على هامة رأسة!!
من تلك المصطلحات الغريبة التي استمرئها القوم ( طاوعنا ،، خل نشوفك ،، وشرايك تتفضل معنا )
(طاوعنا) اي لعلك توافق
اما (خل نشوفك) لم أجد لها موضع من الإعراب الا إذا اراد ان ارسل له صورتي على الواتساب!
اين الذي راغ الى أهله؟
ذاك والله عند أهله ولم يختلط بهؤلاء !!
لا زلت أطالب المؤرخين ان من يكتب عن تاريخ الغجر عليه ان يجعل صفة البخل احدى صفات اولئك القوم
يعطيك العافيه بدعت