شئ من بقايا الأمس

اعداد. زكيه القرشي.
الراوي. صالح المسند
أثناء دخولي لحارة الهنداوية بجدة لرؤية أطلال ما تبقى فيها من رسم لم يندرس وأثناء سيري بالسيارة عبر شوارعها وأزقتها الضيقة وجدت رجلاً مسناً يريد ان يقطع الشارع فأوقفت له السيارة وأشرت له بالعبور وحينما اقتربت منه اذا هو يشكرني ويدعوا والدمع ينهمر من عينيه ، فأستوقفتني صورة محياه فرجعت بذاكرتي للوراء اكثر من خمسين عاماً فسألته : أنت العم عبدالواحد صاحب الدكان الذي كنا نشتري منك ونحن اطفال؟ رد وقال : نعم انا ، ومن انت ؟ قلت له : انا صالح المسند اتذكرني ؟ فقال : الله يا ابني ومن ينساك انت بالذات ورفيقك هاشم فقد كنتما تأتون وتشترون من عندي كل صباح . الرجل لم يتمالك نفسه فصار يبكي كالطفل والله لقد تأثرت ببكائه أشعرني كأنه وجد واحداً من اهله كان قد افتقده من سنين طويلة ، اهل الحارة اكثرهم غادروها ولم يبقى له من ذكرياته الا مع قلة قليلة حوله والبقية فيهم من توفاه الله ومنهم من انتقل من جدة بحكم عمله واستقر بعيداً عن جدة بعد ذلك